القائد عيدروس الزبيدي في الذاكرة السياسية ( الحلقة الأولى).. رحلة الزبيدي من جبال الضالع إلى ساحة الكفاح لاستعادة الوطن

يسرد  ( الأول ) في عدة حلقات أهم المراحل والمنعطفات من مسيرة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس المجلس الرئاسي.

القائد  عيدروس الزبيدي  في الذاكرة السياسية  ( الحلقة الأولى).. رحلة الزبيدي من جبال الضالع إلى ساحة الكفاح لاستعادة الوطن
القائد عيدروس الزبيدي

كتب / د. الخضر عبدالله

وبعد مسيرة حافلة بالكفاح أصبح الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأبرز أعضاء مجلس القيادة الذي أعلن عنه فجر يوم 7 إبريل 2022م.

ويعتبر الزبيدي حامل مشروع "قضية الجنوب" وأبرز وأهم وجوه "الحراك الجنوبي" الذي طالب بفك ارتباط الجنوب عن اليمن وعودة دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" التي دخلت في وحدة مع جارتها في الشمال "الجمهورية العربية اليمنية" في 22 مايو عام 1990م.

ويترأس حاليًا عيدروس الزبيدي، المجلس الانتقالي الجنوبي، الرافعة السياسية للقضية الجنوبية، وقائد القوات المسلحة الجنوبية التي خاضت معارك بطولية شرسة لهزيمة مليشيات الحوثي وتطهير الجنوب من الجماعات المتطرفة، وحظي (الزبيدي) بحضور قوي وبارز بعد تعيينه عضواً في المجلس الرئاسي لإدارة البلاد الذي أعلن عنه الرئيس عبدربه منصور هادي في السابع من أبريل 2022م.

 

من هو عيدروس الزبيدي؟

وُلِدَ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في قرية منطقة زُبَيْد مديرية الضالع حاليا (محافظة لحج سابقا) عام 1967م، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الضالع، ثم انتقل بعدها إلى العاصمة عدن الجنوبية، ثم التحق بكلية الطيران في نفس المدينة، وتخرج منها برتبة ملازم ثاني وبتقدير امتياز في عام 1988م.

وبعد تخرجه عُين ضابطاً في الدفاع الجوي، وفي نهاية العام 1989م تحول من إطار وزارة الدفاع إلى وزارة الداخلية، وعُين أركان كتيبة حماية السفارات والمنشآت بصنعاء اليمنية، والتحق بالقوات الخاصة حتى حرب صيف 1994م.

 

حرب 94م ومغادرته إلى جيبوتي

وحين اندلعت الحرب في عام 1994م، كان (الزبيدي) من الضباط المدافعين عن الجنوب، وكان قائدًا في جبهة دوفس وظل يقاتل إلى جانب رفاقه حتى اللحظات الأخيرة ودخول قوات صالح إلى العاصمة الجنوبية عدن واحتلالها بالكامل في 7/7/1994م، ودفع ثمنًا باهضًا لموقفه ذلك وأُجبر على المغادرة إلى جيبوتي واستقر هناك لتفتح اليمن أول صفحات الحرب المؤلمة التي ما زالت تداعياتها سارية حتى اليوم.

 

تواصل الزبيدي بقيادات الجنوب

وأثناء إقامته القصرية في جيبوتي ظل عيدروس الزبيدي متواصلاُ مع قيادة الجنوب السياسية والعسكرية وعلى رأسها (علي سالم البيض) حيث لم يستسلم للهزيمة والقبول بالأمر الواقع واحتلال وطنه، وظلت فكرة العودة إلى الجنوب ومحاربة القوات المحتلة همّه الأول والأخير.

 

العودة إلى الوطن

وفي العام 1996م استطاع الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي العودة إلى محافظته (الضالع) وعمل هناك على تشكيل حركة مسلحة أطلق عليها حركة تحرير المصير (حتم)، والتي كان هدفها استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل قيام الوحدة اليمنية عام 1990م التي دشنت مرحلة العمل المسلح في الجنوب، وبدأت الحركة عملها المسلح السري ضد قوات (نظام صالح) في الفترة 1997-1998م.

وعندما شعر نظام صالح بعمل ونشاط الحركة لجأ لاغتيال عناصرها، حيث تم اغتيال محمد ثابت الزبيدي في 5/6/1998م في نقطة نقيل الربظ بمنطقة زبيد في الضالع، وملاحقة أعضاء حركة (حتم) وتتبع من له علاقة بهم أو مشتبه بعلاقتهم، وإيداعهم السجون حتى عام 2002م عندما توقف نشاط الحركة لأسباب أمنية وتم قطع مرتبات قيادة الحركة وفصلهم من الجيش ومن وظائفهم وقتل العشرات من رجال الحركة (حتم).

 

الحكم بإعدام الزبيدي

وأصدرت السلطات في نظام صنعاء اليمنية أحكامًا بالإعدام غيابياً بحق (عيدروس الزبيدي) وشقيقه محمد وعدد من القيادات الأخرى ضمن الحركة، واستمرت السلطات بملاحقة قيادات الحركة حتى توقف نشاط الحركة
أواخر العام 2002م، لكن المخلوع علي عبد الله صالح أصدر عفوًا عنه فترك (الزبيدي) العمل العسكري واتجه للعمل السياسي كجزء من معركة واسعة للانتصار لقضية سياسية لها شعبها وكيانها وحضورها.