عيد بأية حال عدت يا عيد!!.. عندما تصمت الجيوب في موسم الفرح
(الأول) صدام اللحجي :
يأتي العيد، وتتجدد الآمال وتزدهر الأمنيات بأيام أفضل، لكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يجد الكثير من الناس أنفسهم يستقبلون العيد بجيوب فارغة. العيد، الذي يُفترض أن يكون موسمًا للفرح والاحتفال، يصبح بالنسبة للبعض وقتًا يُذكّرهم بما يفتقرون إليه.
في الأسواق، تُرى الألوان الزاهية والزينة التي تُعلن قدوم العيد، لكن الحركة الشرائية لا تعكس البهجة المعتادة. يقف الباعة خلف أكوام من البضائع، ينتظرون زبائن قد لا يأتون. يقول أحد التجار: "الناس يتجولون وينظرون، لكن قليلون هم الذين يشترون". يعزو البعض هذا الركود إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
تتعدد القصص والمشاهد التي تعبر عن هذا الواقع. هناك من يلجأ إلى شراء الملابس "البالية" لأطفالهم، وهناك من يقتصر احتفالهم بالعيد على الزيارات العائلية دون تبادل الهدايا. وفي بعض الأحيان، تُرسل الحوالات المالية من الأقارب في الخارج كـ"عيدية" تُضيء وجوه الأسر وتُدخل السرور إلى قلوبهم.
يُعد العيد فرصة للتكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع، حيث يُظهر البعض تضامنهم من خلال تقديم المساعدات والهدايا للأسر الأقل حظًا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يكفي هذا لملء الفراغ الذي تركته الأزمات الاقتصادية في جيوب الناس وقلوبهم؟
يبقى العيد رمزًا للأمل والتجديد، ورغم الصعوبات، يحاول الناس إيجاد الفرحة حيث يمكنهم. ويبقى الدعاء أن يأتي العيد القادم وقد تحسنت الأحوال، وأن تُملأ الجيوب بما يكفي لتحقيق بعض الأمنيات البسيطة التي تُعطي للعيد معناه الحقيقي.
ويظل لسان حال المواطن.. عيد بأية حال عدت يا عيد!!