بعد تجاهل مأساة غزة..هند صبري تعلن استقالتها
لم تتوانَ الفنانة التونسية هند صبري في التضامن مع أهالي قطاع غزة، إذ قررت الاستقالة من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنية في برنامج الغذاء العالمي، بعدما شهدت الجوع الذي يعاني منه أبناء القطاع.
ولفتت هند في منشور مطوَّل شاركته عبر حسابها في "إنستغرام" أن قرار استقالتها جاء بعدما لاحظت أن البرنامج، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط، لم يستطع إيصال صوته إلى العالم، بعدما استخدم الاحتلال سلاح التجويع على أبناء القطاع.
هند صبري تستقيل من برنامج الغذاء العالمي
وشاركت هند بيانًا مطوَّلًا تعلن فيه استقالتها بعد 13 عامً من العمل الإنساني عبر العالم، وأضافت: "أستقيل من برنامج الغذاء العالمي.. أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات".
وتابعت هند: "لقد تعلمت كثيرًا.. وبكيت كثيرًا معكم جميعًا طوال هذه الرحلة التي ستظل دائمًا في قلبي، فأنا ومنذ ثلاثة عشر عاما.. أصبحت جزءا من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، جزءًا من مهمة عظيمة ونبيلة.. وأنا فخورة بذلك".
ولفتت إلى أنها شهدت طوال تلك السنوات رجالًا ونساءً كرَّسوا أنفسهم وحياتهم لخدمة الآخرين، وأضافت: "شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائما تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة. ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت".
وشددت صبري على أنها حاولت إيصال صوتها لأعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائها في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب.
ولفت إلى أنها كانت تعتقد من أن البرنامح، الذي كان مشاركا نشطا في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، كان باستطاعته استخدام صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة.
واستطردت كلامها موضحةً: ": "ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة. وهو السلاح الذي قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة".
واختتمت منشورها المؤثر: "لأجل ذلك.. أعلن استقالتي وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام، مع تأكيدي أنني لن أتخلي عن دوري الإنساني والمجتمعي، لكنني سأقوم به بصيغ أخرى ومختلفة، أنا أوكد أن هذا البيان هو كل ما سيتم قوله بخصوص هذا الموضوع ولن أعلق عليه في أي وسيلة إعلامية أو صحفية، وأثمن لأصدقائي الإعلاميين والصحفيين احترامهم لهذا".
ردود أفعال المتابعين
وأشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بخطوة هند الجريئة، فكتبت إحداهن: "واو هند ابدعتي.. ????.. نص متقن و ذكي منك.. كله تقدير و منطقية و توازن.. حلو انك ما نسيتي أثرك و شغلك معهم بس برضو عبرتي عن عجزك و رفضك للي بصير بغزة بكل احترام.. كل الحب ❤️".
وشددت أخرى أن برنامج الغذاء العالمي متواطئ مع الجريمة الإسرائيلية، وكتبت: "All respect! اي شي له علاقة بالأمم المتحدة ما هو الا تمثيليه كبيرة و مهزله كبيرة فقط للتغطية على سكوتهم و عن بلاويهم الثانيه .. الأمم المتحدة متواطئة في كل الجرايم اللي قاعده تصير في غزة.