ساعات قلائل تحدد مصير الحرب والسلام في الشرق الأوسط

ساعات قلائل تحدد مصير الحرب والسلام في الشرق الأوسط

(الأول)متابعات:

يترقب العالم من أقصاه إلى أقصاه ما ستؤول إليه الساعات القادمة من أحداث مفصلية من شأنها تحديد مستقبل الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل حددا الساعات المبكرة من فجر اليوم الاثنين موعدًا للهجوم الإيراني المرتقب، وهذه المرة لن يكون لحفظ ماء الوجه المراق داخل طهران باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وحددت وسائل إعلام إسرائيلية بناء على ما وصفتها معلومات استخباراتية أن الهجوم الإيراني سينطلق من غرب إيران وسيشمل صواريخ باليستية وصواريخ مجنحة وطيرانًا مسيّرًا، فضلًا عن احتمال مشاركة أذرع إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وأمام احتمال مشاركة أذرع إيران، هدد رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بقصف اليمن وسوريا وكل دولة ينطلق منها هجوم إيران عليها.

وأضاف نتنياهو: يدنا تطول اليمن ودمشق، وكل ضربة سنقابلها بضربتين.

غير أن الأهم في احتمال مشاركة أذرع إيران أن يأتي هجوم متزامن من جهة لبنان يقوم به حزب الله، لا سيما وأنه يبحث عن انتقام لاغتيال قائد جناحه العسكري فؤاد شكر.

وأمام هذا الاحتمال، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إجلاء أسر دبلوماسييها العاملين في بيروت، وهو ما يحمل في طابعه تهديدًا بحرب شاملة قد تصل إلى محاولة اجتياح لبنان.

في طهران، أصدر خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة، وهو أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعليماته للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حال توسع الحرب.

ورغم أن طهران لم تذهب إلى الحرب المباشرة مع إسرائيل عندما تم اغتيال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري؛ فإن المسؤولين الإيرانيين لا ينظرون إلى اغتيال هنية على أنه مجرد عملية انتهازية من جانب إسرائيل، بل بوصفها أيضًا إهانة لجهازهم الأمني، ما يشير إلى أنه يمكن استهداف وقتل أي شخص في إيران على أي مستوى.

الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، لم يجد أمامه سوى القليل من الوقت قبل مواجهة أولى أزماته الرئاسية الكبرى، وعلق على مقتل هنية في طهران قائلًا؛ إنها "جريمة لن تمر دون رد"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية.

مساء أمس الأحد، جدد بزشكيان التأكيد أن الرد حتمي ومؤلم.

السياسي الإيراني وزعيم حملة بزشكيان، علي أكبر بهمنيش، هو الآخر لمح إلى أن الأوضاع قد تنزلق إلى حرب شاملة قائلًا؛ إن مقتل هنية "بمثابة صفعة قوية في وجه مكانة إيران في المنطقة. لقد أذل بلادنا وقوّض جهازنا الأمني بالكامل، وكشف عن عن وجود ثغرات خطيرة في الاستخبارات".

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الصهيوني استكمال جيشه استعداداته للدفاع والهجوم.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن وصول حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، مؤكدة أنها لن تترك إسرائيل وحيدة أمام الهجوم الإيراني.