اختراقات الأجهزة الذكية: تهديد متزايد في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي
مع انتشار الأجهزة الذكية في حياتنا اليومية، أصبحت هذه التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من روتيننا، حيث نعتمد عليها في التواصل، والعمل، وحتى التحكم في منازلنا عبر الإنترنت. ومع هذا التوسع الكبير في استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت، تصاعدت التحديات الأمنية المتعلقة بحماية الخصوصية والبيانات الشخصية. فقد أصبحت عمليات اختراق الأجهزة الذكية أكثر تعقيدًا، ما دفع المتسللين إلى تطوير أساليب جديدة لسرقة المعلومات أو التجسس على المستخدمين.
و في لقاء تحدث خبير التحول الرقمي رامز القرا عن أبرز المخاطر السيبرانية التي تواجه مستخدمي الأجهزة الذكية، مسلطًا الضوء على كيفية استغلال الثغرات لاختراق الأجهزة. وأوضح القرا أن "جميع الأجهزة الإلكترونية، من الهواتف المحمولة إلى التلفازات الذكية، عرضة للاختراق. المتسللون يعتمدون على وسائل متعددة، من بينها البرمجيات الخبيثة، التي يمكن تثبيتها يدويًا أو عبر روابط خبيثة تُرسل إلى المستخدمين من خلال ما يُعرف بالتصيّد الإلكتروني".
وأضاف القرا أن "التحدي الأكبر يكمن في استغلال ثغرات غير مكتشفة تُعرف بـ'استغلال الوقت صفر'، وهي ثغرات لم يتم التعرف عليها حتى من قِبل الشركات المصنعة لأنظمة التشغيل. هذه الثغرات تمكن المتسللين من السيطرة الكاملة على الأجهزة المستهدفة دون علم المستخدم، مما يُمكّنهم من التجسس وسرقة البيانات".
الأمن السيبراني والتوترات
في سياق الوضع الحالي في لبنان والتوترات المستمرة مع إسرائيل، شدد القرا على أهمية الوعي بأن إسرائيل تعد من الدول الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن "الشركات الإسرائيلية تمتلك تقنيات متقدمة ليس فقط في الدفاع السيبراني ولكن أيضًا في مجال الهجوم، إذ إن بعض هذه الشركات تعمل على اختراق أنظمة التشغيل، مثل أنظمة آبل وأندرويد."
وأوضح القرا أن استخدام هذه التكنولوجيا جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي زاد من خطورة التهديدات الإلكترونية. في السابق، كانت عمليات التنصت تتطلب جهدًا بشريًا ضخمًا لتحليل البيانات، إلا أن الذكاء الاصطناعي اليوم يسهّل عملية تحليل كميات هائلة من البيانات والمعلومات، مما يُمكّن الأنظمة من تحديد النقاط الحساسة والمراقبة المستهدفة بكفاءة عالية.
حماية أنفسنا؟
رغم تعقيد التهديدات الإلكترونية، يظل بالإمكان اتخاذ خطوات فعالة لحماية أنفسنا من هذه الاختراقات. وقدم القرا بعض النصائح الأساسية، مثل:
- التوعية التكنولوجية: على المستخدمين فهم التكنولوجيا التي يتعاملون معها ومعرفة نقاط الضعف المحتملة.
- التحديثات الدورية: الأجهزة التي تعمل بأنظمة قديمة تكون أكثر عرضة للاختراق.
- استخدام مضادات الفيروسات والحماية المزدوجة: لتوفير طبقة إضافية من الحماية.
- الحذر من الروابط المشبوهة: وتجنب فتحها دون التأكد من مصدرها.
- استخدام تطبيقات الاتصال المشفرة: مثل التطبيقات مفتوحة المصدر التي تعتمد على التشفير من النهاية إلى النهاية، بدلًا من التطبيقات التي تحوم حولها شكوك بشأن أمانها.
وقد شدد القرا في ختام حديثه، على أن "الهروب الكامل من الاختراقات السيبرانية قد يكون صعبًا، لكن بإمكاننا تقليل المخاطر عبر التوعية واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة." مشيرًا إلى ضرورة تقليل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، والامتناع عن تخزين معلومات حساسة على الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
بهذه النصائح والتدابير، يمكن للمستخدمين تعزيز مستوى الأمان الشخصي والتقليل من احتمالات التعرض للاختراقات السيبرانية المتزايدة في عصر التكنولوجيا المتطورة.