عقب حرب 48.. هكذا ظهرت هدنة أوقفت العمليات القتالية
اتفاقيات الهدنة لعام 1949 صمدت لسنوات وشهدت انتهاكات إسرائيلية خلال العدوان الثلاثي قبل أن تنهار بسبب الهجوم الإسرائيلي سنة 1967
(الأول) متابعات خاصة:
عقب نهاية الانتداب البريطاني على أرض فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل يوم 14 أيار/مايو 1948، عاشت منطقة الشرق الأوسط على وقع أولى الحروب العربية الإسرائيلية، واندلعت هذه الحرب على أراضي فلسطين بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان من جهة والميليشيات الصهيونية، المدعومة من المتطوعين اليهود، من جهة ثانية.
وقد استمرت هذه الحرب لأكثر من 9 أشهر وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى من كلا الجانبين.
اتفاق هدنة مع مصر
إلى ذلك، عرفت هذه الحرب نهايتها عقب اتفاقيات هدنة عام 1949 التي اتجهت الدول العربية لتوقيعها مع إسرائيل لإنهاء الأعمال القتالية وتحديد خطوط الهدنة، وبالتزامن مع ذلك، لم تتردد منظمة الأمم المتحدة، حديثة النشأة، في بعث وكالات لمراقبة خطوط الهدنة وتقديم التقارير حول الانتهاكات.
فضلا عن ذلك، وقعت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية الإعلان الثلاثي عام 1950 الذي تعهدت من خلاله هذه الدول بمراقبة خطوط الهدنة والسهر على تنفيذها عبر إجراءات داخل أروقة الأمم المتحدة لمنع انتهاكها والتصدي لإمكانية نشوب سباق تسلح، أو صراع جديد، بالمنطقة.
خريطة العمليات العسكرية بفلسطين عام 1949
بجزيرة رودس (Rhodes) اليونانية يوم 12 يناير 1949، انطلقت المفاوضات المصرية الإسرائيلية حول الهدنة. وخلالها، أصر المصريون على تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي نصت على تراجع القوات العربية نحو المناطق التي تواجدت بها يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر 1948 تزامنا مع انسحاب الإسرائيليين نحو شمال طريق المجدل – الخليل.ويوم 24 شباط/فبراير 1949، وقّع الإسرائيليون والمصريون اتفاقية الهدنة. وبموجبها، رفضت مصر تصنيف خط الهدنة كحدود سياسية لإسرائيل، فضلا عن ذلك، رفضت مصر تصنيف الهدنة كتسوية للقضية الفلسطينية. من جهة ثانية، اعتمدت الحدود الفاصلة بين مصر وفلسطين، زمن الانتداب البريطاني، كخط للهدنة وحصلت مصر على سيطرة تامة على أراضي غزّة. وحسب ما جاء بإتفاق الهدنة، سمح للقوات المصرية المحاصرة بالفالوجة بالعودة نحو الأراضي المصرية تزامنا مع دخول القوات الإسرائيلية لهذه المنطقة.
هدنة مع الأردن ولبنان وسوريا
مع الجانب الأردني، وافق الإسرائيليون حسب اتفاق 3 نيسان/أبريل 1949 على البحث عن سبل لتسوية القضية الفلسطينية بشكل سلمي. وبالتزامن مع ذلك، حافظت القوات الأردنية على مواقعها داخل الأراضي الفلسطينية. وبفضل ذلك، تمركزت القوات الأردنية بالقدس الشرقية.
جانب من الخراب عند منطقة يافا عام 1948
وتزامنا مع خروجها من المواقع القريبة من سهل شارون، سمح للقوات الأردنية بالتقدم والتمركز بالمناطق التي تواجدت بها سابقا القوات العراقية. ومقابل تقدمها نحو التلال الجنوبية للجليل، قبلت الأردن بتسليم مناطق وادي عارة والمثلث للإسرائيليين.
إلى ذلك، وقعت إسرائيل هدنة أخرى مع اللبنانيين خلال شهر آذار/مارس 1949. وبموجبها، انسحب الإسرائيليون من القرى التي احتلوها بالجنوب اللبناني ووافقوا على اعتماد الحدود السابقة بين لبنان وفلسطين الانتدابية كخط للهدنة.
مجموعة من اليهود أثناء مغادرتهم للبلدة القديمة بالقدس
ويوم 20 تموز/يوليو 1949، وقعت سوريا وإسرائيل اتفاق هدنة وافق من خلاله السوريون على سحب قواتهم من الجهة الغربية للحدود الدولية. فضلا عن ذلك، وافق الطرفان على خلق منطقة منزوعة السلاح عند حدود سوريا وأراضي فلسطين الانتدابية السابقة.