رسالة رياضية مفتوحة .. الفقيد محمد عبده زيد والتكريم المنتظر بعد 25 سنة على الرحيل 

يعجز اللسان عن النطق بالكلام ، وترتعش الأصابع عند الكتابة ، فمن أين أبدأ كلامي في هذه المناسبة الحزينة التي أتذكر فيها العزيز على قلبي (محمد عبده زيد حسن)..

رسالة رياضية مفتوحة .. الفقيد محمد عبده زيد والتكريم المنتظر بعد 25 سنة على الرحيل 

(الأول) كتب / عبد الحميد السعيدي:

  بمناسبة الذكرى الـ 25 لوفاة المناضل الوطني الوحدوي (الفقيد محمد عبده زيد حسن في 28/11/1998م أبا رضا ورأفت وعفت وزكي وعدلي ، القائد الرياضي والأولمبي والاجتماعي والوطني ، الجدير بالتقدير والاحترام ، أكتب رسالة موجهة إلى مجلس القيادة الرئاسي ، و والحكومة واللجنة الأولمبية الوطنية والاتحاد اليمني العام لكرة القدم في الجمهورية وفرعه في العاصمة عدن.

 
ويعجز اللسان عن النطق بالكلام ، وترتعش الأصابع عند الكتابة ، فمن أين أبدأ كلامي في هذه المناسبة الحزينة التي أتذكر فيها العزيز على قلبي (محمد عبده زيد حسن) ؟ .. أيها الفقيد الغالي لقد غبت عنا ، وتركت لنا إرثاً جميلاً من الذكريات ، كنت لنا فيها نبراساً في مثل هذه الظروف الصعبة ، التي نعيشها في ظل الحرب اللعينة ، ولكن ثق أننا على خطاك إن شاء الله سائرين ، لقد افتقدناك رجلاً على الدوام نعم الوفي والصادق والودود والمخلص، الذي أفنى حياته في عطاء ومواقف جديرة بالوفاء له ، وخاصة في ظل دولة الوحدة ، التي لعبت فيها دوراً كبيراً ورائداً وصادقاً مع رفيق دربك المناضل الوطني والدبلوماسي والبرلماني والقيادي الرياضي المحنك والنزيه ، الذي عمل معنا بنكران الذات والتجرد (الأستاذ القدير محمد غالب أحمد) ، عندما كان رئيساً للمجلس الأعلى للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية في عدن ، خلال الفترة من 1986 إلى 1991م ، وكنت أنت محمد عبده زيد نائباً لهذا العملاق في المجلس ، واللجنة الأولمبية الوطنية بعدن، حيث قدمتما التنازلات من أجل توحيد الهيئات الرياضية واللجنة الأولمبية الموحدة في يوم 8 فبراير 1990م في عدن ، أي قبل إعلان الوحدة السياسية بين الشمال و الجنوب في 22 مايو 1990م .. وقد سجل لكما التاريخ الرياضي والأولمبي والوطني ، رغم الجحود نحوكما .. فالزيد مات مقهوراً .. وهو قيادي من الطراز الفريد تدين له الحركة الرياضية الوطنية والأولمبية .. والثاني العزيز محمد غالب أحمد وهو حي يُرزق يصارع مصاعب الحياة بثبات.
 
- مثل هؤلاء لا يمكن أن ينساهما إلا من كان جاحداً أو حاقداً ، وهما من تحملا المسؤولية الرياضية والأولمبية بكل وطنية ونزاهة وتجرد من الذات ، علماً بأن الزيد كان أول رئيس للإتحاد العام لكرة القدم في عدن، في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الذي تم إشهاره في عام 75م كاتحاد منتخب وهو أحد قيادات اللجنة التنفيذية في المجلس الأعلى للرياضة في محافظة عدن باعتباره كان مسؤولاً للعلاقات الداخلية في ظل قيادة الأخ العزيز المناضل الوطني محمد سعيد عبد الله (محسن) ، حين ترأس اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة بمحافظة عدن ، وقدم العديد من الدعم للرياضة ، ويتذكر الجميع أنه عمل مهرجاناً لليانصيب الكبير في حقات من أجل الحصول على المال لدعم البنية التحتية الرياضية بعدن ورعاية لعبة كرة القدم ونجومها في اليمن الديمقراطية.
 
-حقاً يعتبر الفقيد محمد عبده زيد أول المؤسسين للعمل الرياضي الأولمبي وطنياً ، من خلال ترؤسه اللجنة التحضيرية التأسيسية للجنة الأولمبية في عدن كلجنة مكلفة من السكرتارية العامة للمجلس الأعلى للرياضة وحينها كنتُ "أنا" أحد الأعضاء لكوني كنت عضواً منتخباً في المجلس المركزي الأعلى للرياضة ، وكان معنا حينها عدد من الإخوة المنتخبين من المؤتمر الرياضي للعام الثالث الذي انعقد في عدن سنة 1979م ، وبعدها بعامين تم إعلان ميلاد اللجنة الأولمبية الوطنية في عدن بمساعدة الخبير الألماني بجمهورية المانيا الصديقة ، حيث عقد الاجتماع التأسيسي في قاعة وزارة الزراعة بمدينة خور مكسر "إدارة شرطة عدن حالياً".
 
ومن ثم قدمت بلادنا طلب الانضمام إلى اللجنة الأولمبية الدولية بمساعدة أشقائنا في دول الخليج ، الكويت والسعودية ، وخاصة الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح ، وقد تمت الموافقة على عضويتنا الدولية في بادن بادن بجمهورية المانيا الغربية سنة 1981م ، مع أشقائنا في شمال الوطن في عام واحد ، وحينها كان رئيس الوفد الجنوبي المشارك في هذا الاجتماع هو الفقيد الغالي محمد عبد زيد نائب رئيس المجلس الأعلى للرياضة نائب رئيس اللجنة الأولمبية بمعية الأخ العزيز أحمد قعطبي سكرتير اللجنة الأولمبية حينها ، علماً بأن الفقيد محمد عبده زيد كان يتمتع بعلاقات طيبة وواسعة مع الشخصيات الرياضية العربية والخليجية ، وخاصة الشهيد فهد الجابر الصباح وإبنه أحمد فهد الجابر الصباح من الكويت ، وكذا المرحوم الأمير فيصل بن فهد من السعودية ، والأخ عثمان السعد ، وغيرهم من القيادات العربية والخليجية وعلى سبيل الذكر ألاخ سميح مدلل ، وعيسى بن راشد من البحرين ، وسلطان السويدي من قطر ، وغيرهم ، وكان لذلك دور في استمرار حصول اللجنة الأولمبية بعدن على الدعم من دول الخليج وعدد من الدول الصديقة في المعسكر الاشتراكي حينها.
 
نعم كان (الفقيد محمد عبده زيد) مثالاً رائعاً في مواقفه وجهوده التي قدمها للرياضة الوطنية والأولمبية بشكل يجعل إسمه يُخلد في أنصع صفحات التاريخ الرياضي والأولمبي .. أفلا تستحق هذه الشخصية الرياضية العملاقة ، أن يُرد لها الاعتبار ويقدم لها التكريم المناسب ، لما قدمه للرياضة والعمل الأولمبي من جهود لن تنسى ، خاصة وأن أعماله الخالدة تشهد على ذلك ، وخاصة عمله هو ورفيق دربه الأخ (محمد غالب أحمد) ، فقد كانت أعمالهما خالدة طوال مسيرتيهما الرياضيتين ، وتشهد لهما علاقتهما بكل من عمل معهما دون مناطقية أو قروية أو شللية ، وكانت علاقتهما الشخصية مع الجميع في الوسط الرياضي أخوية وطيبة ومع من عرفهما من عدن وصنعاء ، بل وحتى على مستوى جغرافيا البلد بشكل عام.
 
أخيراً المجال هنا والمناسبة لا تسمح بسرد الكثير والكثير من الخواطر والمواقف الرائعة وخاصة عن الراحل عنا الخالد فينا الزيد الذي نحن بصدد ذكرى وفاته الـ 25 ، حيث مات مظلوماً ومقهوراً من سلطة ما بعد عام 1994م ، حين كان وكيلا لقطاعي الشباب والرياضة في وزارة الشباب و الرياضة بصنعاء، والله يسامح من كان السبب؟!.
 
وهكذا رحل عنا فقيدنا الغالي محمد عبده زيد حسن ولم يخلد ولم يكرم حتى الآن من قبل الجهات الرسمية الموجهة لها هذه الرسالة ، ولا زالت الحسرة على رحيله وفراقه تحزن قلوبنا أشد الحزن ، لأننا كنا وما نزال في أمس الحاجة إليه ، وفي ذكراك هذه يا أبا رضا يجب علينا القول أننا لا نزال نستلهم تجربتك في عملنا وحياتنا ، ولن ننساك إلى أبد الآبدين ما حيينا ، باعتبارنا تلاميذاً لك ، سنظل مخلصين لمدرستك مدرسة الإخلاص والمحبة والوفاء والعدل والإنصاف والغيرة الوطنية .. رحمة الله عليك أيها الزيد في ذكرى رحيلك ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، أنت من السابقين ونحن من اللاحقين بإذن لله .. وإلى اللقاء في الفردوس الأعلى.
 

*وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة سابقاً
مستشار وزير الشباب والرياضة حالياً
عضو الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الوطنية.