في ذكرى رحيله.. هذه خفايا "أزمة" أمير الشعراء مع أم كلثوم

في ذكرى رحيله.. هذه خفايا "أزمة" أمير الشعراء مع أم كلثوم

يتجدد اليوم في 14 أكتوبر من كل عام ذكرى رحيل أمير الشعراء احمد شوقي  في مثل هذا اليوم من العام 1932 بعد رحلة مديدة استعاد فيها للشعر العربي بريقه وقوته بعد قرون من الإضمحلال والضعف في زمن الاحتلال العثماني للبلاد العربية. 

ولم يقتصر دور أحمد شوقي على تقديم روائع الشعر على نحو يذكرنا بالعصر الذهبي للقصيدة على أيدي المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي نواس، بل امتد ليتعاون مع فرسان الطرب في ذلك العصر لاسيما أم كلثوم وعبد الوهاب. 

ولم يكن التعاون بين أمير الشعراء وكوكب الشرق ميسرا في البداية، إذ شابه أزمة عنيفة لكنها سرعان ما آلت إلى نهاية سعيدة. 

وتعود القصة إلى دعوة وجهها الشاعر الشهير إلى المطربة الشابة لإحياء سهرة فنية في فيلته المعروفة باسم "كرمة بن هانئ" والتي تطل على النيل في مدينة الجيزة، وغنت "الآنسة ثومة" أغنية "اللي حبك يا هناه يا نعيمة يا شقاه"، كلمات أحمد رامى، تلحين زكريا أحمد.

 وبعد انتهاء وصلة الطرب الأولى، اصطحب أحمد شوقي أم كلثوم  من يدها، إلى مكتبه، وهناك سُمِعَ صوت المطربة وهي تصيح: "لا مستحيل، لا يمكن أبدا، أنت تهينني فى بيتك، هذا عيب". 

وما حدث هو أن أحمد شوقي أخرج ظرفاً يحتوي على مبلغ مالي ومنحه للفتاة التي ستصبح سيدة الغناء العربي، لكن أم كلثوم رفضت بشدة، معتبرة أن الأمر "إهانة" لأنها جاءت إكراما للصداقة بينها وبينه، وليس لتقديم عمل تنال عليه أجرا. 

واعتذر أمير الشعراء، مؤكدا أن المبلغ لدفع نفقات فرقتها الموسيقية، لكنها أصرت على الرفض وأكدت أنها دفعت بالفعل نفقات الفرقة. 

ولاحظ الحضور أثناء الوصلة الثانية من الحفل أن الشاعر أخرج علبة سجائره المعدنية وأخذ يدون على أوراقها بعض الكلمات. 

وزار شوقي "ثومة" في منزلها في اليوم التالي حيث وضع أمامها ظرفا مغلقا وطلب منها أن تفتحه وتستكشف محتوياته، فقالت أم كلثوم: "أمس أهنتني فى بيتك واليوم تهينني في بيتي"، فابتسم قائلا: "هذا ليس مالا بل كلماتي التي تصفك وأنت تغنين".

وفتحت أم كلثوم الظرف؛ فوجدت فيه نص قصيدة "سلوا كؤوس الطلا" التي تعد واحدة من أجمل قصائد أحمد شوقي في الغزل.

ويقول مطلع القصيدة : سَلوا كؤوسَ الطِلا هل لامَسَتْ فاها / واسْتَخْبِروا الراحَ هل مَستْ ثناياها / باتَتْ على الرَّوضِ تَسقيني بصافيةٍ / لا للسُلافِ ولا للوَرْدِ رَيَّاها / ما ضَرَ لو جَعَلَتْ كأسي مَراشِفها/ ولو سَقَتني بصافٍ من حُمَيَّاها / هَيْفاءُ كالبانِ يَلْتَفُ النَسيمُ بِها / ويُلْفِتُ الطير تحت الوَشى عِطْفاها". 

وتحولت القصيدة إلى واحدة من أجمل القصائد التي غنتها أم كلثوم ولكن بعد رحيل أحمد شوقي.