كرات سوداء غامضة تثير الهلع في شواطئ أستراليا.. ما القصة؟
شهدت عدة شواطئ في سيدني ظهور المئات من الكرات السوداء الغامضة مما استدعى تدخل الجهات المختصة وبدء تحقيق من قبل مجلس المدينة وسلطات حماية البيئية.
ووفقًا لما يجري تناقله في وسائل الإعلام المحلية في أستراليا، فقد تراكمت هذه الكرات على شاطئ "كوجي" يوم الثلاثاء، مما أدى إلى إغلاق الشاطئ وبدء تحقيق من قبل مجلس مدينة راندويك وسلطة حماية البيئة في نيو ساوث ويلز (EPA).
ثم ظهرت الكرات السوداء لاحقًا في شواطئ "كلوفلي"، "جوردونز باي"، والجزء الشمالي من "ماروبرا".
وفي يوم الخميس، أكدت (EPA) أن الكرات نفسها عُثر عليها أيضًا في شواطئ "بونداي"، "برونتي"، "تامرما"، "ليتل باي"، "مالابار"، و"كونغوونغ". جميع شواطئ منطقة "ويفرلي" ستظل مغلقة حتى يتم استكمال التحقيق.
وقد امتد انتشار هذه الكرات إلى "بوتاني باي" جنوبًا، مع تحذيرات من احتمال إغلاق المزيد من شواطئ سيدني بسبب الملوثات. وأشار دارين وود، مدير هيئة الملاحة البحرية في نيو ساوث ويلز، إلى أن الحطام في منطقة بوتاني كان أصغر وأخف لونًا مقارنة بالكرات التي ظهرت بأعداد كبيرة في كوجي.
التقارير الأولية رجحت في أن تكون هذه الكرات قد تكون "كرات القطران" التي تتشكل عندما يتلامس الزيت مع الحطام والماء، وعادة ما تكون نتيجة لانسكابات النفط أو تسربه، وهو ما لم يتم تأكيده حتى هذه اللحظة.
ما هي كرات القطران؟
تتشكل كرات القطران من انسكابات نفطية تتخثر وتأخذ شكل كروي مع مرور الوقت. وأوضح البروفيسور ماثيو إنجلاند من مركز العلوم البحرية والابتكار بجامعة نيو ساوث ويلز أن هذه الكرات تتكون من النفط أو المواد الهيدروكربونية الخام. وأشار إلى أن الرياح والأمواج تساهم في تكوين شكلها الكروي.
هل كرات القطران خطيرة؟
بينما أكد الخبراء أن لمس هذه الكرات ليس خطيرًا بشرط غسل اليدين بعدها، فإن تناولها يشكل خطورة كبيرة، حيث تحتوي على مواد سامة ومسرطنة. المشكلة الأكبر تكمن في انتقال السموم عبر السلسلة الغذائية، مما قد يؤثر على صحة البشر عند استهلاك الأسماك التي ابتلعت هذه المواد.
ما سبب ظهورها؟
لم يتضح بعد المصدر الدقيق لهذه الكرات، لكن تجري هيئة الملاحة البحرية وسلطة السلامة البحرية الأسترالية تحقيقات باستخدام نماذج محاكاة لتتبع مسار الكرات. وقد أشار وود إلى إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية إذا تبيّن أن تسربًا نفطيًا كان السبب.
ويحذر الخبراء من احتمال ظهور المزيد من كرات القطران على الشواطئ في الأيام القادمة، مما قد يؤدي إلى استمرار إغلاق الشواطئ حتى يتم تنظيف الحطام بالكامل