إيلون ماسك يتسبب بأزمة سياسية في أمريكا.. الساسة الإمريكيون من المعركة الانتخابية إلى معركة منصة (إكس)

البقاء على منصة «إكس» أو مغادرتها، مناقشات واسعة يخوضها الديمقراطيون حاليا.

 إيلون ماسك يتسبب بأزمة سياسية في أمريكا.. الساسة الإمريكيون من المعركة الانتخابية إلى معركة منصة (إكس)

(الأول) وكالات:

بعد يومين من انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز فيها دونالد ترامب، أعلن باتريك ديلون، الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم والمسؤول الحالي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه سيترك منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي.

وقال ديلون إن السبب هو مالك المنصة "إيلون ماسك" لكنه ذكر أسبابا أخرى مثل عدم جدوى المنصة، وأنها "لم تعد ممتعة كثيرا مؤخرا". وأشار إلى أنه مع تفاقم الأمور بوجود الرئيس المنتخب دونالد ترامب في منصبه "لست متأكدًا من أن هذه ستكون الوسيلة الأكثر بناءً أو حتى صحية للتعامل مع ذلك".

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية التي تلت الانتخابات، هناك عدد متزايد من الديمقراطيين وأصحاب الميول اليسارية الذين أعلنوا مغادرتهم منصة إكس بينهم المذيع السابق لشبكة "سي إن إن" دون ليمون، ونجم كرة السلة ليبرون جيمس، والمؤلف ستيفن كينج، والممثلة جيمي لي كورتيس، ونيكول والاس من شبكة "إم إس إن بي سي".

لكن الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للمشرعين الديمقراطيين والاستراتيجيين الذين يكرهون «إكس»، لكنهم يعتمدون عليها للتأثير على الناخبين والفوز بالانتخابات، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

ورغم أن الأمر قد يبدو تافها إلا أنه فجر نقاشا واسعا بين المسؤولين المنتخبين، وموظفي الكونغرس، ومساعدي الإدارة، والناشطين، وجماعات الضغط، وصانعي الرأي وغيرهم عقب فوز ترامب حيث أصبح السؤال هل ينبغي لهم عزل تيار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" على أمل اختناقه في النهاية أو أن يحاولوا بجدية أكبر مقابلة هؤلاء الناخبين وفهمهم.

مغادرة (إكس)
وبالنسبة للتيار المؤيد لمغادرة «إكس» فيرى أنصاره أن المنصة "وسيلة لدعم وجهات نظر إيلون ماسك السياسية والمرشحين الذين يدعمهم وأشاروا إلى ما وصفوه بـ"الانحدار" في جودة المنصة مع انتشار الإعلانات التافهة والردود الاحتيالية والروبوتات الإباحية".

وشكك أنصار الانسحاب في أن إحدى الوظائف الأساسية للمنصة وهي التواصل مع الصحفيين وذلك في ظل التساؤلات حول استعداد ماسك لانتهاك خصوصية الرسائل لكن ديلون يعتبر أن السبب الرئيسي هو اختطاف ماسك للموقع لتحقيق غاياته السياسية الخاصة.

كما تضمنت الأسباب ما قالوا إنه تراجع ماسك عن تنقية المنصة من المعلومات المضللة والتنمر، وقال بعض الباحثين إن «إكس» أصبحت تعمل لتعزيز فرص ترامب.

في المقابل اعتبر معارضو الانسحاب أن تراجع عدد الديمقراطيين الذين يستخدمون المنصة يمثل بمرور الوقت اتجاها مقلقا، لأن ما يسمى بإلغاء المنصة من قِبَل التقدميين هو في نهاية المطاف هزيمة ذاتية.

وقال عضو الكونغرس لي ماكسويل فروست (27 عاما) "إذا تركنا إكس، فسيساعد ذلك ماسك على تحقيق هدفه المتمثل في جعل المنصة خالية من أي أيديولوجية تقدمية أو الطريقة التي نفكر بها في العالم".

ويجد الكثيرون أن الانفصال عن «إكس» ليس بالأمر السهل وحتى ديلون نفسه نشر عددا قليلا من المرات على الموقع منذ مغادرته.

ومنذ الرئيس تولى ماسك إدارة إكس في عام 2022، يقول المنتقدون إنهم يرون المزيد من الكراهية والانتقاد مثل بيل ماكبين وهو ناشط بيئي أمضى 15 عاما على المنصة جذب خلالهم 380 ألف متابع لحسابه الذي استخدمه لدفع رسالته حول تعزيز المناخ ودعم المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وغداة الانتخابات انسحب ماكبين من المنصة وكتب "أنا لا أثق في المالك ودوره في حياتنا العامة" وقال "لقد أصبحت الأمور حزينة وقاسية".

بعد أيام، تبعه الصحفي اليساري جيمس فالوز الذي كان لديه أكثر من 179000 متابع والذي استخدم حسابه لتوثيق ما اعتبره انتهاكات خلال ولاية ترامب الأولى.

ويرى البعض أن مغادرة المنصة هي طريقة لتقليل قوة ماسك الذي يستخدم المنصة للتلاعب بالخوارزميات للترويج لمنشوراته وآرائه والتي غالبا ما تفيد ترامب.