انتفاضة أمنية.. السياسات الحوثية المتهورة والانفلات الأمني
صنعاء (الأول) خاص:
في خطوة جديدة لتعزيز سيطرتها الأمنية، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران خلال الأيام الأخيرة على استدراج عشرات من الضباط والجنود الأمنيين السابقين في العاصمة المحتلة صنعاء وريفها.
العملية تأتي وسط استغلال واضح لحالة الفقر المتفاقمة التي يعيشها هؤلاء الأفراد، نتيجة انقطاع رواتبهم منذ سنوات.
استدراج باستخدام الرواتب
مصادر مطلعة أفادت بأن القيادي الحوثي عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، أصدر توجيهات صريحة لقادة الأجهزة الأمنية في صنعاء وريفها باستدعاء الضباط والجنود السابقين الذين تم تسريحهم بسبب رفضهم الانخراط في صفوف المليشيا.
وتزامن الاستدعاء مع وعود كاذبة بصرف رواتبهم المتأخرة لإغراء المستهدفين بالحضور إلى مقرات المليشيا، حيث يتم إخضاعهم لاحقاً لبرامج تعبئة فكرية وعسكرية مكثفة.
اعتقالات وتعهدات بالإكراه
ذوو المستهدفين كشفوا لوسائل إعلام محلية أن عدداً من الضباط والجنود لم يعودوا إلى منازلهم بعد استدعائهم، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن مصيرهم.
في حين أكد البعض ممن عادوا أنهم خضعوا لتحقيقات مطولة تتعلق بالغليان الشعبي ضد المليشيا ومواقفهم الشخصية منها، تبعها إجبارهم على حضور محاضرات طائفية ودورات تعبوية تهدف إلى زرع الولاء للجماعة.
مخاوف انقلاب داخلي
المصادر ذاتها أوضحت أن المليشيا تبدي قلقاً متزايداً من ثورة داخلية محتملة قد يقودها العسكريون والأمنيون الذين تعرضوا للتهميش والتسريح القسري خلال السنوات الماضية.
الجماعة الحوثية، التي تعتمد على عناصر موالية أعدتهم مسبقاً لشغل المناصب الأمنية، تخشى أن يكون هؤلاء المستبعدين بمثابة الشرارة الأولى لانتفاضة قد تهدد بقاءها.
انتهاكات متكررة
ممارسات مليشيا الحوثي تجاه أفراد المؤسستين الأمنية والعسكرية ليست بجديدة؛ حيث سبق أن أقدمت على تسريح آلاف الضباط من جهازي الأمن السياسي والقومي، واستبدالهم بعناصر موالية.
كما استهدفت مديرين ونواب مراكز الشرطة بدورات تعبئة قسرية، وفرضت على بعضهم تعهدات خطية بالالتزام بتعليمات الجماعة تحت تهديد الاعتقال.
غضب شعبي متصاعد
بالتزامن مع هذه الإجراءات، تتزايد حالة السخط الشعبي ضد المليشيا، مع تزايد رفض العسكريين والأمنيين المشاركة في أنشطتها الطائفية.
الأمر يعكس تصدّعاً واضحاً في قاعدة الدعم التي تحاول المليشيا فرضها بالقوة على المجتمع، وسط مخاوفها من الانهيار الداخلي نتيجة الضغط الشعبي المتصاعد.
استهداف مستمر للمؤسسات
ممارسات الحوثيين التي شملت الخطف، السجن، التعذيب، والفصل التعسفي، تعكس استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إحكام قبضتها الأمنية، في وقت تتعالى فيه أصوات المطالبة برحيلها، خصوصاً في المناطق التي تشهد معاناة إنسانية متفاقمة بسبب سياساتها.