هبة الحضارم .. الثبات مفتاح النجاح

ما يميز هبة هضبة الحضارم الأخيرة ، وأحد أهم أسباب نجاحها هي القيادة الجماعية والقرار الجماعي ، تجاوز الحضارم التجارب الفاشلة الانتهازية من خلال الشخصنة وصناعة الأصنام البشرية وتقديسها وتفويضها نيابة عنهم ، ان دل على شيء فإنما يدل على النضج السياسي والتنظيمي والفكري ، الذي مكن العقل الحضرمي من الوصول الى مفاتيح كيف تستخدم أوراقك لتحقيق أهدافك دون أي خسائر وبالطرق السلمية .
حاولوا اختراق جدار الهبة المنيع وفشلوا ، حاولوا استمالة مجموعة معينة انتهازية لأحداث انقسام يفضي الى تمزيق النسيج الاجتماعي الحضرمي وفشلوا ، حاولوا تقديم العروض تلوا العروض الشخصية تارة بالمال وأخرى بالمناصب وفشلوا .
الثبات على المطالب المشروعة والأهداف طريق شاق وصعب للغاية ، لكن نتائجه الإيجابية اللاحقة تستحق عناء المخاطرة والتضحية وخوض غمار التحدي المشروع ، لم يكن أمام الحضارم طريق أخر يخرجهم من وضعهم المأساوي الكارثي المزري غير طريق هبة الهضبة ، وتلاحمهم وصبرهم وتجاوز أخطاء وثغرات الهبات السابقة والمشاريع الدخيلة المستوردة من الخارج .
مصفوفة مجلس القيادة الرئاسي المقدمة للحضارم لا بأس بها واعتبرها بداية الغيث قطرة ونجاحا للهبة ، ولهذا علينا التركيز حاليا للخروج من هكذا أوضاع معيشية وخدماتية واقتصادية مزرية ، بشرط زيادة نسبة حضرموت من ثرواتها النفطية تحديدا بما لا يقل عن 50% من عائدات بيع شحنات النفط الخام الحضرمي بهكذا مرحلة ، على أن تورد عائدات البيع الى أحد بنوك المكلا التجارية وليس للخارج ، أو تنشأ السلطة المحلية بنك يسمى بنك حضرموت للتنمية والاعمار .
على قيادة هبة الهضبة التركيز على المشروع الإستراتيجي الأهم والطارئ وهو تشييد مصفاة ضبة الشحر بأقصى سرعة ، المصفاة قاطرة التنمية والنهضة بإذن الله تعالى ، سيخرج المصفاة حضرموت من دائرة الأزمات المفتعلة ودوامة المعاناة من خلال توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي والسيولة المحلية والنقد الأجنبي .
وبالتالي سيمكن الحضارم من التركيز على مشاريع البنية التحتية وتأهيل الشباب الحضرمي وتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي والخدماتي والتعليمي والصحي بما يليق بالحضارم .