أغرقتنا الحرب في ظلنا!

​كل من يحاول أن يسبق ظله تفوته معرفة أن ظله ليس سوى انعكاس لنور قرر هو بإرادته أن يتركه خلفه ويمضي. وهو، بكل تأكيد، لا يستطيع، بأي حال من الأحوال، أن يسبق ظله إلا إذا عدل سيره وأعطى وجهه للنور.
كم من الناس، وكم من الأمم، أعطوا ظهرهم للنور فساروا خلف ظلهم يتلمسون طريقهم الذي غالباً ما قادهم إلى نهايات كارثية.
في ظروف عادية، بإمكان هؤلاء أن يغيروا وجهة سيرهم، ويجعلوا النور أمامهم، ويصنعوا نهايات مختلفة تضعهم على طريق النجاح. كل المطلوب منهم هو امتشاق إرادة تعشق التغيير.
لكن كيف هو الحال حينما تشتعل الحروب، ويغطي النورَ دخانُ النيران وبارود المدافع ورائحة الموت، ويغيب الانسان أو البلد في ظله!! كيف له أن يغادر هذا الظل الكئيب الذي جعل منه كومة من الحيرة، يتخبط في منظومة من المشاكل، لا يغلق كوة لمشكلة ما إلا ويفتح باباً لأخرى أكبر وأوسع. فمنذ أن أطلق شاعرنا الكبير تحذيره المشهور:
"فتحت صنعاء باباً ثالثاً ***  ليتها تدري إلى أين انفتح"
ونحن نفتح مشكلة وراء أخرى ولا ندري كيف نغادرها دون مزيد من الخسارة الجسيمة. أغرقتنا الحرب في ظلنا، حتى صرنا غير قادرين على أن نرى النور الذي أخذ يتسلل من فتحات هيأتها رياح التغيير في المنطقة والعالم لنتجه نحوه ونبدأ رحلة عودة الوعي الذي يتشكل بواسطته المسار الحقيقي الذي أعلناه في خطابنا ولازال ينتظر التحقيق في الواقع.