سقوط خيار السلام !!..  القصف الجوي الثلاثي وتحركات الشرعية اليمنية الأخيرة تؤكد (خيارالحسم العسكري)

سقوط خيار السلام !!..  القصف الجوي الثلاثي وتحركات الشرعية اليمنية الأخيرة تؤكد (خيارالحسم العسكري)

تقرير (الأول) محمد حسين الدباء:

​شكّل القصف - الذي استهدف مواقعَ وأهدافًا تابعة للحوثيين غرب اليمن وشماله، والذي تنفذته إسرائيل أمريكا وبريطانيا - منعطفا جديدا في التصعيد ضدّ الحوثيين والذي كان متوقّعا منذ فترة بسبب تمادي الحوثيين في استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وقيامها بشنّ هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع في الداخل الإسرائيلي وشمولها بتلك الهجمات لقطع بحرية حربية أميركية، وكذا الهجمات الحوثية على مواقع الشرعية ومحاولتها التقدم والسيطرة على مناطق في المحافظات المحررة.
وحمل القصف المستمر خلال المدة القصير - أقل من شهر - والذي أشتد وتعدد مؤشرات على سقوط خيار السلام مع الحوثيين وتقدّم سيناريو الحسم العسكري ضدّهم، هو ما أكده تصريح وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أمس واتهامه للمبعوث الأممي بالفشل والإخفاق ما يرحج رغبة عارمة للحكومة الشرعية للحسم العسكري.
وجاء القصف الثلاثي الأخير عقب مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، صنعاء بساعات، والذي عقده لقاءات مع قيادة الحوثيين خلال ثلاثة أيام، ليخرج منها (بخفي حنين)، ليفشل في إحداث أي تغيير في اتجاه كسر الجمود في جهود السلام في اليمن، وما يؤكد هذا الفشل عدم حل أبسط ملف من ملفات السلام هو ملف الأسرى والمعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات.. ومن غير المستبعدة أن يكون هذا الفشل بمثابة سقوط الفرصة الأخيرة للسلام، وإفساح المجال لموجة جديدة من التصعيد العسكري.
وقد علقت الحكومة الشرعية على فشل المبعوث الأممي أمس واتهمته صراحة بالإخفاق في أداء مهمته وانحرافه عن مسار مهمته وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني: "إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، مؤخراً، بعدد من قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ومنهم مصنفين في قوائم الإرهاب ومتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، للمطالبة بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين في معتقلات المليشيا منذ يونيو 2024، يشير إلى اخفاق واضح في اداءه وانحراف عن مسار مهمته".
وأكد الإرياني أن هذا التوجه غير كافي لمواكبة التحديات السياسية والأمنية الكبرى التي فرضها الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران، وحجم المعاناة الإنسانية في اليمن، ويعكس فشلاً واضحاً في مواجهة التحديات، ويزيد من تعقيد فرص تحقيق السلام.. مشددا على إن هذا الوضع يعكس أيضا استخفافا متزايدا من قبل مليشيا الحوثي بالمجتمع الدولي، الذي بات عاجزا عن فرض أي ضغوط حقيقية عليها، فبدلاً من أن يكون هناك التزام جاد من قبل المليشيا بتنفيذ القرارات الدولية وتنفيذ بنود الاتفاقات التي وقعت عليها برعاية اممية، وفي مقدمتها اتفاق ستوكهولم، نجد أن الحوثيين يستمرون في التعنت والتصعيد، مستفيدين من غياب الحزم الدولي.
وطالب الارياني المبعوث الأممي بتحمل مسؤولية فشل سياساته التي لم تسهم في تغيير الواقع على الأرض، بدلاً من الغرق في القضايا الفرعية، داعيا الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في اليمن، ووضع آلية أكثر قوة وفعالية لتنفيذ القرارات الدولية التي تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وصون الأمن والسلم الإقليمي والدولي، بعيداً عن التراخي في مواجهة الإرهاب والصلف الحوثي.
وفي وقت سابق نقلت مصادر تصريحًا لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي والذي أكد فيه أن "جهود السلام توقفت من طرف الحوثي، ولم تتجاوز المقترحات التي قدمت على الورق"..  مضيفًا أن "الشرعية تتعامل بحكمة، في مراعاة واضحة لوضع الشعب اليمني الذي أنهكه الانقلاب الحوثي، وما تسبب فيه من دمار شامل للبنية التحتية والقطاع الاقتصادي، وانهيار العملة، وتراكم وترحيل الأزمات، ومتاجرة الحوثي بها".
ويعتقد نائب الرئيس مجلي أن "مشروع الحوثي لن يقضي عليه إلا اليمنيون".. مشيرًا إلى أن "ميليشيا الحوثي تمثل تهديداً خطيراً على اليمن والإقليم ومصالح المجتمع الدولي، من خلال الأعمال الإرهابية التي تقوم بها في البحر الأحمر، المصنف والمعروف بوصفه ممراً عالمياً".