اشتداد الخلافات داخل الصف الأول وتبادل للتهم!!.. الكشف عن تفاصيل مثيرة حول انهيار الثقة

(الأول) غرفة الأخبار:
في تطور لافت قد يعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في اليمن، كشف الصحفي الاستقصائي المعروف عدنان العامري عن تصاعد غير مسبوق للخلافات داخل صفوف جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مؤكداً أن هذه الانقسامات بلغت ذروتها إلى حد انهيار الثقة بين القيادات الحوثية.
وفي منشور له على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (المعروفة سابقاً بتويتر)، أشار العامري إلى أن بعض القيادات البارزة في الجماعة بدأت تتخلى عن مواقعها وتبحث عن مخارج آمنة، حيث نجحت بعض الشخصيات الحوثية في الفرار مع عائلاتها من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ سنوات، إلى مناطق تعتبر أكثر أماناً بالنسبة لهم.
ما خفي كان أعظم: انهيار داخلي أم بداية النهاية؟
العامري، الذي يُعرف بمتابعاته المستمرة للشأن اليمني وبأسلوبه الحاد في فضح الحقائق، أكد أن هذه التطورات ليست مجرد شائعات أو تكهنات، بل هي نتيجة لصراعات داخلية مستعرة طفت إلى السطح بعد سنوات من الكتمان.
وقال في منشوره: "أؤكد لكم أن جهود 11 سنة من الكفاح المضني لن تذهب سُدًى! جمهورية… ومن قرح يقرح يا حويثة!".
العبارة الأخيرة التي اختتم بها العامري منشوره تحمل في طياتها إشارات واضحة إلى أن ما يتحدث عنه ليس سوى البداية، وأن الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من التصعيد والمفاجآت التي قد تهز كيان الجماعة الحوثية.
فرار القيادات: مؤشر خطير على فقدان السيطرة
التفاصيل التي أوردها العامري حول فرار بعض القيادات الحوثية مع عائلاتهم جاءت لتؤكد ما كان يتردد على استحياء في الأوساط السياسية والإعلامية خلال الفترة الماضية.
إذ يبدو أن الانقسامات داخل الجماعة لم تعد تقتصر على الخلافات الفكرية أو التنظيمية، بل امتدت إلى فقدان الثقة بين القيادات نفسها، وهو ما دفع بعضهم إلى البحث عن ملاذات آمنة خارج نطاق سيطرة الجماعة.
مصادر مقربة من الحوثيين أشارت - بشروط عدم الكشف عن هويتها - إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الجماعة، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية ضدهم من قبل القوات الحكومية والتحالف العربي، بالإضافة إلى تزايد الغضب الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية.
ماذا يعني هذا التطور للوضع في اليمن؟
التطورات التي كشف عنها العامري قد تكون لها انعكاسات كبيرة على المشهد اليمني بأكمله. ففي حال ثبتت صحة هذه المعلومات، فإن ذلك يعني أن الجماعة الحوثية تواجه واحدة من أكبر أزماتها الداخلية منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014.
ويُرجح أن يؤدي هذا الانقسام إلى تآكل قدرة الجماعة على إدارة المناطق التي تسيطر عليها، مما قد يفتح الباب أمام تحركات جديدة من قبل الأطراف الأخرى في الصراع اليمني.
من جهة أخرى، يُعتبر هذا التطور فرصة للحكومة الشرعية والتحالف العربي لإعادة النظر في استراتيجياتهم العسكرية والسياسية، والاستفادة من الانقسامات الداخلية للحوثيين لتحقيق نتائج أفضل على الأرض.
العامري يعد بالمزيد من التفاصيل
الصحفي عدنان العامري أعلن في نهاية منشوره أنه بصدد نشر تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع في وقت لاحق من مساء اليوم، مما يثير الكثير من التساؤلات حول حجم المعلومات التي يمتلكها وما إذا كانت ستتضمن وثائق أو تسريبات تثبت صحة ما قاله.
ويبقى السؤال المطروح الآن: هل ما كشفه العامري هو مجرد حلقة جديدة من الصراعات الداخلية التي عانت منها الجماعة الحوثية على مر السنوات، أم أنه بداية النهاية لمشروعهم السياسي والعسكري في اليمن؟ الإجابة ربما تتكشف خلال الساعات والأيام المقبلة، مع استمرار تسريب المعلومات وتصاعد الأحداث على الأرض.