(معركة الخلاص) والدور السياسي الدبلوماسي.. حصاد تحركات الخارجية اليمنية لـ(تأمين الدعم الدولي) خلال يومين

تقرير (الأول) محمد حسين الدباء:
في ظل تصاعد المعارك العسكرية والسياسية في اليمن، أكد الرئيس رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي على أهمية تعزيز الدعم الدولي والإقليمي لإنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد.
وجدد العليمي في تصريحات سابقة الدور السياسي والدبلوماسي كأداة حاسمة لدعم جهود الحكومة الشرعية، ما فتح الباب أمام تحركات مكثفة لوزارة الخارجية اليمنية.
تحركات دبلوماسية
خلال اليومين الماضيين، قام وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزندان بسلسلة من النشاطات الدبلوماسية، منها خلال أمس مشاركته في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد في مدينة أنطاليا التركية، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من قادة الدول، ووزراء الخارجية والدبلوماسيين، وشارك كمتحدث رئيسي في جلسة نقاشية بعنوان (التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب) تطرق خلالها إلى أبعاد هذه الظاهرة، والاتجاهات الجديدة التي تتخذها، وسبل التصدي لها.. مستعرضاً الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية في مواجهة الجماعات الإرهابية.. مؤكداً على أهمية تعزيز الدعم الدولي للقضاء على هذه الجماعات وتجفيف منابع تمويلها.
كما التقى الوزير الزنداني أمس وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وجرى خلال اللقاء بهما بحث العلاقات الثنائية، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين اليمن ومصر والعراق، كما تبادلوا وجهات النظر إزاء التطورات في المنطقة، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
لقاءات مع دبلوماسيي دول عظمى
على الصعيد نفسه عقد سفير اليمن لدى موسكو، الدكتور أحمد الوحيشي، أمس الأول اجتماعًا حاسمًا مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف.
وخلال اللقاء أشار الوحيشي إلى أن هذه الميليشيات تتحمل المسؤولية الكاملة عن زعزعة الأمن البحري من خلال استهداف المنشآت النفطية واختطاف سفن الشحن الدولية، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقوانين الدولية ويهدد المصالح الاقتصادية العالمية.
وأوضح السفير أن هذه الأعمال الإرهابية لم تؤثر فقط على الاستقرار الإقليمي، بل ألقت بظلالها الثقيلة على الاقتصاد اليمني، حيث تسببت في حرمان الدولة من 60% من إيراداتها المالية، مما أدى إلى انهيار العملة الوطنية وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين اليمنيين.. مؤكدا أن هذه السياسات العدائية تعرقل الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وتزيد من معاناة الشعب اليمني.
كما عُقدت مباحثات يمنية سعودية إيطالية أمس الأول تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في اليمن، وذلك خلال لقاءات منفصلة جمعت السيناتور ستيفانيا كراكسي، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي، مع كل من وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور شائع محسن الزنداني، ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير.
وبحث الزنداني مع السيناتور كراكسي والوفد المرافق سبل تعزيز التعاون بين اليمن وإيطاليا.. مشيدًا بالعلاقات الثنائية والمواقف الداعمة التي تتبناها إيطاليا تجاه الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى إسهاماتها الإنسانية. من جانبها، أكدت كراكسي على موقف بلادها الثابت في دعم الحكومة والشعب اليمني، وتطلعاتها لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار.
وفي وقت سابق ناقش الوزير السعودي عادل الجبير مع كراكسي أوجه التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا، بالإضافة إلى أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في اليمن، مؤكدين أهمية التنسيق لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تأمين الدعم الدولي
فتح الرئيس العليمي الباب أمام تحركات مكثفة لوزارة الخارجية اليمنية لتأمين الدعم الدولي لحسم (معركة الخلاص) من مليشيا الحوثي خلال لقائه الثلاثاء، اجتماعًا موسعًا بقيادات وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الدبلوماسية اليمنية.. مؤكدا أن المرحلة الراهنة (حاسمة في معركتنا الوطنية).. معتبرًا أن المراهنة اليوم تتجه نحو تعزيز الدور السياسي والدبلوماسي لتأمين دعم دولي متكامل لـ(معركة الخلاص) التي انتظرها شعبنا طويلا.
ودعا الرئيس العليمي السفراء ورؤساء البعثات إلى التفاعل الجاد مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وإبراز كفاءة الدولة اليمنية في إدارة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، بما يعزز الثقة بقدرتها على استيعاب المساعدات والمبادرات التنموية، والتعامل مع التحديات الأمنية.
وأكد الرئيس العليمي أهمية مضاعفة الجهود لكشف انتهاكات الحوثيين، واشار الى اهمية تعرية المليشيات الحوثية المصنفة إرهابيا، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، وتوضيح سياقها التاريخي الذي يؤكد بأنها ليست مشروع سلام، وانما تهديد دائم، وليس مؤقتا للأمن الإقليمي والدولي.. مشددا على ضرورة تنسيق العمل مع المنظمات الإقليمية والدولية، بما فيها مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، لتحقيق السلام العادل، وإنهاء معاناة اليمنيين، وضمان حقهم في الاستقرار والتنمية أسوة ببقية شعوب العالم.
تبذل الشرعية اليمنية جهوداً دبلوماسية حثيثة لتحقيق اختراق سياسي يدعم مسار التحرير العسكري، لكن التحديات تبقى كبيرة في ظل تعقيدات المشهد اليمني وتداخلاته الإقليمية.