تحت شعار "نحو بيئة علمية حاضنة".. المؤتمر الطلابي العلمي الأول يختتم أعماله في عدن

رصد/ ناصر الزيدي:
شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الثلاثاء، ختامًا مميزًا لأعمال المؤتمر الطلابي العلمي الأول، الذي انعقد برعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وبإشراف مباشر من معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني الأستاذ الدكتور خالد أحمد الوصابي، خلال الفترة من 21 إلى 22 أبريل 2025م، تحت شعار:"نحو بيئة علمية حاضنة للبحث والابتكار".
وحظي المؤتمر الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على مدى يومين، بمشاركة (58) طالبًا باحثًا من طلبة الدراسات العليا في الداخل والخارج، وحضور نخبة من الأكاديميين، وممثلين عن القطاع الخاص، ومؤسسات أهلية عاملة في مجالات التعليم والمعرفة، إلى جانب الجهات الراعية.
جلسات علمية ثرية
شهد المؤتمر انعقاد عشر جلسات علمية، بالإضافة إلى جلستي الافتتاح والاختتام، قدم خلالها الطلبة المشاركون عروضًا بحثية وابتكارية عكست مستوى عالٍ من النضج الأكاديمي والمعرفي، وكشفت عن مخزون وطني هائل من العقول الواعدة، سواء في الداخل أو بين أوساط الكفاءات المهاجرة.
وقد ركزت الأوراق المقدمة على مشكلات التنمية ومتطلبات السوق، مع الدعوة إلى توسيع الشراكات مع الجامعات والمراكز البحثية، وإدماج الطاقات العلمية في عملية التنمية الوطنية.
المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية اليمنية يهدف إلى تشجيع ودعم مجالات البحث العلمي والقدرات الشبابية والابتكارات، وفتح نافذة واسعة للعقول اليمنية المتميزة لعرض أبحاثهم وإنتاجاتهم العلمية، وتقدير الجهود العلمية المميزة، إضافة إلى تشجيع الابتكارات والاختراعات ودعم الكوادر اليمنية، والتشبيك بينهم وبين القطاعين الحكومي والخاص.
علامة فارقة في مسيرة التعليم
حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس المجلس الأعلى للتعليم العالي، افتتاح المؤتمر الطلابي العلمي الأول، وألقى كلمة نقل في مستهلها تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي وإخوانه أعضاء المجلس، لجميع المشاركين وتقديرهم لانعقاد هذا الحدث المتميز والنوعي.. مؤكدًا أن هذا الحدث العلمي البارز يمثل علامة فارقة في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية.
وأشار الدكتور أحمد عوض بن مبارك إلى إن انعقاد المؤتمر الطلابي العلمي الأول، في رحاب عدن العريقة، ليس مجرد تجمع أكاديمي، بل هو بشارة أمل وخير وبناء ونماء، ومؤشر قوي على إيماننا الراسخ بقدرات شبابنا الطموح، وعزمنا الصادق على بناء مستقبل مشرق لوطننا الغالي.
وشدد رئيس الوزراء على أن تطوير البحث العلمي وتنمية الإبداع وتعزيز قدرات الشباب، من أهم أهداف المؤتمر، وهو ما تسعى إليه الحكومة وقيادة الدولة، انطلاقاً من أهمية البحث العلمي والتعليم النوعي، الذي يعد حاكماً للنمو ووسيلة فعالية لتحقيق التنمية المستدامة.
تحولات نوعية
أكد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي، أن هذه الفعالية تأتي امتدادًا لتحولات نوعية في عمل الوزارة، والتي تعتمد على نهج علمي مدروس، وتسعى لإحداث نقلة نوعية في مجالات الابتعاث، والجامعات، والدراسات العليا والبحث العلمي، متعهدًا بتحويل توصيات المؤتمر إلى برامج عمل فاعلة على أرض الواقع.
وشدد الوصابي على أن البحث العلمي والابتكار يعدان من أهم وظائف الجامعات، ولا يمكن تحقيق نهضة حقيقية دون رعايتهما، مشيراً إلى أن الوزارة أطلقت في مارس الماضي التصنيف الوطني للجامعات اليمنية، والذي يعد البحث العلمي فيه أحد أبرز معايير التقييم بنسبة 40 بالمائة.
ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص إلى دعم الباحثين والاستفادة من مخرجاتهم العلمية، مؤكداً أهمية بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات ومراكز البحث العلمي والمجتمع الصناعي، محلياً ودولياً، و أن المؤتمر الطلابي يعد خطوة متقدمة ضمن جهود الوزارة لرفع جودة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي باليمن.
كما استعرض رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عبدالله الديفاني جهود اللجنة التحضيرية في التحضير والترتيب والإعداد لهذا الفعالية المهمة والمحورية في علاقة الوزارة والحكومة والمؤسسات بنتاجات الطلبة في مستويات الدراسات العليا في الداخل والخارج..مؤكدًا أن منهجية عمل اللجنة ولجانها الفرعية اعتمدت على المعايير والشروط والضوابط الكفيلة على أن يأتي المؤتمر موضوعياً، ومنصفاً وقد استغرق التحضير أكثر من ستة أشهر في عمل متواصل
توصيات المؤتمر
خرج المؤتمر الطلابي العلمي الأول بعدن إلى عدد من التوصيات المهمة توزعت على أربعة مسارات رئيسية منها المسار الاستراتيجي الذي شدد على إعداد استراتيجية وطنية شاملة لرعاية الإبداع والمبدعين، وتفعيل دور البحث العلمي في الجامعات وفق رؤية تنموية حديثة، بالإضافة إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة للباحثين اليمنيين داخل وخارج الوطن، وكذلك إنشاء وحدة إدارية لرعاية الكفاءات اليمنية المهاجرة، وأيضًا بناء شراكات بحثية بين الوزارة والمؤسسات التعليمية والمجتمعية، واخيرًا ترسيخ جوائز سنوية للبحث العلمي والابتكار.
بينما تضمن مسار الطلبة، تخصيص منح دراسية للطلبة المتميزين، ودعم نشر الأبحاث في المجلات الدولية، ومعالجة قضايا الطلبة المبتعثين من حيث المستحقات والرسوم، كما احتوى مسار الجامعات والملحقيات الثقافية على توجيه الجامعات والملحقيات لاحتضان الطلبة المبدعين، وتقديم تقارير دورية عن إنجازاتهم وترويجها للمؤسسات ذات العلاقة، إلى ذلك ركز مسار الدراسات العليا على إعداد خارطة بحثية وطنية ترشد برامج الدراسات العليا، وتسويق نتاجات الطلبة وفق سياسات بحثية تتبع لقطاع البحث العلمي بالوزارة.
وفي ختام الحفل قام وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني الأستاذ الدكتور خالد أحمد الوصابي، واللجنة التحضيرية للمؤتمر بتكريم الرعاة والداعمين، وكذلك الفائزين في مساري البحث العلمي والابتكار وفق نتائج التحكيم والمفاضلة المعيارية.