أنعشت الحوثيين وأغضبت اليمنيين.. موجة سخط ضد تحركات المبعوث الأممي!!

(الأول) غرفة الأخبار:
أثار اللقاء الأخير الذي جمع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بقيادات جماعة الحوثي في العاصمة العمانية مسقط، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والشعبية اليمنية، وسط اتهامات متصاعدة للمبعوث بتكرار أخطاء سابقة تعزز شرعية جماعة مصنّفة إرهابية وتفاقم من معاناة اليمنيين.
وتزامنت تحركات غروندبرغ مع تصاعد الدعوات الداخلية لحسم عسكري يُنهي سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران، ويعيد مؤسسات الدولة المختطفة، في ظل تعثّر المسارات السياسية وعجز الأمم المتحدة عن تحقيق اختراقات ملموسة.
الكاتب الصحفي هزاع البيل وصف اللقاءات الأخيرة بأنها "عبث سياسي مكشوف"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعجز حتى عن تحرير موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، بمن فيهم موظفو مكتب المبعوث ذاته، معتبرًا أن الحديث عن سلام مع جماعة لا تؤمن به "نوع من التضليل السياسي".
من جهته، أبدى الإعلامي عبدالله إسماعيل تخوفه من المساعي الأممية الراهنة، محذرًا من أنها تصب في إطار "شرعنة الانقلاب" وإنقاذ الحوثيين من مأزقهم العسكري، وهو ما يُعد – بحسب قوله – تقويضًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2216.
بدوره، طالب اللواء عبدالغني جميل، وزير الدولة وعضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام، بعدم استقبال غروندبرغ في المناطق المحررة، متهماً إياه بالسعي لعقد "اتفاقات وهمية" على غرار اتفاق ستوكهولم، الذي قال إنه ساهم في إطالة أمد الحرب وزاد من معاناة اليمنيين.
وفي السياق ذاته، اعتبر الباحث السياسي خالد بقلان أن تحركات الحوثيين تحت لافتة "السلام" لا تأتي إلا عند اشتداد الخناق العسكري عليهم، في محاولة لكسب الوقت وإعادة إنتاج تسويات تمنحهم هامشًا جديدًا للمناورة.
وكان مكتب المبعوث الأممي قد أعلن في وقت سابق اليوم، أن غروندبرغ عقد سلسلة لقاءات في مسقط شملت قيادات حوثية ومسؤولين عمانيين ودبلوماسيين دوليين، حيث ركزت المناقشات – وفق البيان – على "أهمية استقرار الوضع في اليمن"، وعلى ضرورة "الاستجابة للمخاوف المشروعة لجميع الأطراف".
كما دعا غروندبرغ خلال اللقاء إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين لدى الحوثيين، مشيرًا إلى أن استمرار احتجازهم "يعرقل جهود السلام ويزيد من معاناة المجتمع الدولي والإنساني".