محادثات سرية بعد تصدع العلاقات!.. (4) ملفات في اتصال الخارجية الأمريكية بـ(نتنياهو)

(الأول) وكالات:
هيمنت 4 ملفات على اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والملفات هي سوريا وغزة وإيران إضافة إلى العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية في ضوء الجولة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة دون أن تشمل إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان: "تحدث وزير الخارجية ماركو روبيو اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضافت: "شدد الوزير روبيو على التزام الولايات المتحدة الراسخ بعلاقاتها التاريخية مع إسرائيل ودعمها المتجذر لأمن البلاد".
وتابعت: "وناقش المتحدثان الموضوع السوري عقب اجتماع الرئيس ترامب التاريخي بالرئيس السوري أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية".
وأردفت: "وأعرب المتحدثان أيضا عن التزامهما المتبادل بضمان ألا تحصل إيران يوما على سلاح نووي".
وكان روبيو أجرى الاتصال الهاتفي مع نتنياهو بعد لقائه وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في تركيا والذي تناول أيضا العلاقات مع إسرائيل.
وهذا هو الاتصال الهاتفي الأول لمسؤول أمريكي رفيع المستوى مع نتنياهو بعد اللقاء الذي عقده الرئيس ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية.
ملف غزة
لكن الاتصال جاء -أيضا- في ذروة الجهود التي يقوم بها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعد حديثه مع نتنياهو إن واشنطن قلقة بشأن الوضع الإنساني في غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلي عن روبيو قوله للصحفيين في أنطاليا بتركيا: "يستحق سكان غزة مستقبلاً أفضل مما عاشوه في ظل حكم حماس. لكننا نعتقد أن القضاء على حماس هو ما يحقق السلام".
وأضاف: "نحن قلقون بشأن الوضع الإنساني هناك، وقد عرض الإسرائيليون، بدعم ومساندة أمريكية، خطة لإيصال المساعدات لا تُحوّلها حماس أو تُسرقها. هناك انتقادات لهذه الخطة. نحن منفتحون على أي بديل إذا كان لدى أحدهم خطة أفضل".
وتابع: "إن الولايات المتحدة لم تكن غير مكترثة بمعاناة سكان غزة، حيث لم تُسلّم أي مساعدات إنسانية منذ 2 مارس/آذار".
الملف السوري والمحادثات السرية
وفيما يتعلق بالملف السوري، فقد كشفت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، أنه أجرت إسرائيل محادثات سرية مع مسؤولين سوريين في الأيام الأخيرة، شملت إمكانية انضمام النظام الجديد إلى اتفاقيات إبراهيم، بعد يوم من دعوة الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للانضمام إلى الاتفاقيات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكشفت النقاب عن اجتماع عقد مؤخرا في أذربيجان، بمشاركة رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء عوديد باسيوك، وممثلين مقربين من الرئيس السوري أحمد إلى جانب مسؤولين أتراك.
وقالت: "هذه الخطوة مفاجئة بشكل خاص في ضوء مواقف إسرائيل السابقة، التي أعربت عن تحفظات على أي اتصال مع الشرع وحكومته، بل ووصفت الرئيس السوري الجديد بأنه "إرهابي".
وأضافت: "لكن الآن، بعبارة حذرة، تدرس إسرائيل اتجاها جديدا يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوضع على الحدود الشمالية، وإبعاد سوريا عن المحور الإيراني وحزب الله".
وذكرت أنه "تشير مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أنه إلى جانب إمكانية دمج سوريا في المبادرات الإقليمية مثل اتفاقيات إبراهيم، هناك أيضا إمكانية لتحول إيجابي في العلاقة المعقدة مع تركيا، التي هي أيضا شريك في المحادثات".
واستدركت: "تؤكد إسرائيل أن هذه لا تزال عملية أولية، لكن إمكانية التأثير على تشكيل النظام الإقليمي مدرجة بالتأكيد على جدول الأعمال".
وعلى ذات الصعيد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس "التقى وزير الخارجية ماركو روبيو اليوم بوزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في تركيا، عقب اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية".
وأضافت في بيان: "وأكد الوزير دعم الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات لتحقيق الاستقرار في سوريا. ورحب بدعوات الحكومة السورية للسلام مع إسرائيل، والجهود المبذولة لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، والالتزام بالكشف عن مصير المواطنين الأمريكيين المفقودين أو القتلى في سوريا، والقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية".
وتابعت: "وشدد الوزير على الأهمية الحاسمة لحماية حقوق الإنسان لجميع السوريين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم".
اتصالات رجال أعمال
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "اتصل مسؤولون كبار في سوريا، بمن فيهم مسؤولون تجاريون، برجال الأعمال الإسرائيليين من أجل إقناعهم بالاستثمار في بلادهم".
وأضافت: "اتصل المسؤولون برجال الأعمال بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا".
وتابعت: "قال مصدر مشارك في الاتصالات بين الجانبين إن هذه "تحقيقات أولية" تهدف إلى إرساء أسس الأعمال التجارية بين البلدين.
ملف إيران
من جهة ثانية، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "يشعر مسؤولون إسرائيليون كبار بقلق بالغ من التصريحات الأخيرة التي أدلت بها الإدارة الأمريكية بشأن إيران وغزة، وهناك محاولات هائلة للتأثير على الإدارة في قضية الاتفاق النووي الذي يتبلور مع إيران، وهو ما تعارضه إسرائيل".
وأضافت: "لدى حاشية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحفظات على بعض هذه التصريحات، بما في ذلك تلك التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومن المرجح أن نرى في الأيام المقبلة المزيد من الخطوات العلنية من قبل إسرائيل".
وتابعت: "تحدث روبيو مع نتنياهو اليوم وأخبره أن واشنطن "قلقة بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة".
وأردفت: "بالإضافة إلى ذلك، في وقت سابق من اليوم، أفاد موقع أكسيوس أن الإدارة الأمريكية قدمت اقتراحا جديدا إلى إيران للتوصل إلى اتفاق نووي بين البلدين، خلال الجولة الرابعة من المحادثات بينهما".