مبادرة طريق أبين والعسكرية والعبر

في ظل توالي مشاهد الانهيار لمؤسسات الدولة، والغياب الرسمي للسلطات عن القيام بواجباتها تجاه الطريق والتعليم والصحة والمياه وغيرها ولو بالحد الأدنى، يكون محتما هنا على شباب الوطن إحياء روح المبادرات المجتمعية الموثوقة للحفاظ على مؤسسات البلد ومصالحه، على أنه لا يمكن أنه يحل المواطن محل الدولة، لكن نحن تحت البند السابع وكل شيء وارد، وكأن هناك (ضوء أخضر خارجي) افعلوا ماشئتم، اعبثوا، اسرقوا، تنازلوا، لن يطالكم تحقيق ولا محاسبة، (لاداعي للإستطراد، فالناس عارفة).

نعود إلى المبادرات:
المبادرات هي بداية التصحيح، والخروج من الأزمة، وبداية أمور كثيرة مهمة، ولذا نهيب بكل شباب منطقة في بلادنا القيام بمبادرات لخدمة بلدهم، وخدمة أهلهم، ولانتنظر من خارج لايعنيه حالنا وخاصة الحالة الخدمية، ولاداخل فاسد نائم مغترب أناني، وأهل الخير (المحليين) كثر من التجار والأعيان الذي سيسندون أي مبادرة خيرية بشرط أن يكون على رأسها من الموثوقين وحسني السمعة، ويكونوا واضحين في تحركاتهم ومعاملاتهم.
وقد فتحت مبادرة طريق_أبين الباب لإقامة مبادرات في الطريق والصحة والتعليم والمياه، وعليه ندعو إخواننا من شباب يافع القيام بمبادرة لإصلاح طريق العسكرية، وتقوم عليه لجنة من يافع، وتجار يافع سباقون في خدمة الوطن والناس، وهم الأسبق في هذه المرحلة جزاهم الله خيرا، وأظن أن طريق العسكرية لن يكلفهم شيئا كثيرا مقابل ما ينفقونه من أعمال البر والإحسان،
يلي ذلك طريق_العبر الأخطر على السيارات بتخريبه لها، وعلى المواطنين بسبب التقطعات التي استفاد اللصوص من دمار الطريق، ويستطيع بالشراكة والتنافس شباب وتجار حضرموت وشبوة ومأرب، والمحافظات الثلاث قادرة على مبادرات تنافسية لإصلاح الطريق، وكل منطقة فيها حاجات، وتحتاج إلى مبادرات، علما أنني رأيت بعض المبادرات الضخمة في محافظة ريمة المتمثلة بإصلاح الطريق على الطريقة التاريخية القديمة ولا يُتحدث عنها كثيرا، هي جديرة بالإشهار لتخلق حالة تحفيز لبقية المناطق.
قد يقول قائل: فأين الدولة؟ وأنا أقول مثلك: وين الدولة؟ رح ابحث عنها في (وادي عبقر) وادي الجن (أراها في التلفزيون ونشرات الأخبار فقط) وله أن يقول: كيف يقوم المواطن بعمل الدولة وعندهم إيرادات وجبايات وموانئ وضرائب؟ ونقول: نحن تحت البند السابع، وفي وضع استثنائي جدا، ومامعنا إلا أن نقوم نحن بخدمة أنفسنا إلى أن يهيئ الله لنا حالا أحسن من هذا الحال، على أني أجزم أن بداية الخروج من هذا الوضع إحياء روح المبادرات والمسؤولية عند الشباب، حينها ستثور الرياح، وتمطر السحب، ويأتي السيل، وينبت الحب والزرع.