القصة الكاملة.. نجاة فتاة يمنية من القصاص بعد هزّها للرأي العام (السعودي واليمني)

(الأول) متابعات:
انتشر في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي وفي أوساط المجتمع السعودي واليمني، بل وحتى على مستوى الخليج العربي والعالم العربي، اسم شروق أحمد علي ، الشابة اليمنية التي أصبحت رمزًا لقضية إنسانية تمس الضمير الجمعي، بعد أن تعرضت لظلم وقع عليها بثقله رغم أنها كانت ضحية اعتداء جنسي.
وقد أثار مقطع فيديو نُشر للشابّة شروق وهي تناشد المجتمع الدولي والمحسنين التدخل لإنقاذ حياتها من حكم القصاص المفروض عليها حالةً من التفاعل الشعبي الواسع.
وقد استجاب العديد من المؤسسات الخيرية ومنظمات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى رجال الأعمال والنشطاء، لنداء الاستغاثة الذي أطلقته الفتاة، مما أدى إلى إطلاق حملة تبرعات كبرى نجحت في إنقاذها من مصير مأساوي.
من هي شروق أحمد علي؟
شروق أحمد علي هي فتاة يمنية تبلغ من العمر 23 عامًا ، انتقلت مع عائلتها إلى المملكة العربية السعودية منذ سنوات، حيث كانت تعمل هناك. تعرضت قبل عدة سنوات لحادثة مؤلمة، عندما اعتدى عليها أحد الأشخاص جنسيًا ، فدافعت عن نفسها دفاعًا طبيعيًا، لكن هذا الدفاع تحوّل إلى قضية قضائية تعاملت معها المحكمة السعودية باعتباره "جريمة قتل غير عمد".
خلال الاعتداء، حاولت شروق صد المعتدي، فدفعته بقوة، ما أدّى إلى سقوطه وإصابته بجروح خطيرة توفى على إثرها. وبعد تحقيق قضائي طويل، وُجهت إليها تهمة القتل غير العمد، وتم الحكم عليها إما بالقصاص أو دفع دية مالية تقدر بثلاثة ملايين ريال سعودي .
وبقيت شروق محتجزة في السجن لمدة أربعة أعوام كاملة ، حتى تم تحديد موعد تنفيذ القصاص في حقها يوم الأربعاء الموافق 25 يونيو 2025 ، وهو الموعد الذي أثار قلقًا واسعًا بين النشطاء والمنظمات الحقوقية حول العالم.
تفاصيل القضية.. بين الاضطهاد والدفاع عن النفس
تعكس قضية شروق أحمد علي الواقع الصعب الذي تعيشه الكثير من النساء في المجتمعات العربية، خاصةً اللواتي يتعرضن للاعتداء الجسني ولا يجدن الدعم القانوني الكافي لحمايتهن. فقد كانت شروق آنذاك في عمر الـ19، وتواجه ظروفًا قاسية في بيئة عملها، عندما تعرضت لاعتداء جنسي عنيف من أحد الأشخاص .
ورغم أنها كانت تدافع عن نفسها، فإن النظام القضائي لم يأخذ في الاعتبار طبيعة الحالة النفسية والجسدية التي كانت تمر بها، بل حوّل دفاعها المشروع إلى تهمة جزائية. هذا الأمر أثار استياءً واسعًا، ودفع العديد من النشطاء إلى التساؤل: هل يتم التعامل مع الضحايا كمتهمين؟
حملة تبرعات لإطلاق سراح شروق
بفضل الحملة الإعلامية الكبيرة التي انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي، واستجابة كبيرة من أفراد المجتمع المدني في السعودية واليمن والدول الخليجية، بدأت حملة تبرعات لإجمـاع المبلغ المطلوب لدفع الدية.
إعلان تحرير رقبة شروق
أعلن الشيخ أبو أنس الصافي ، المنظم الرئيسي لحملة التبرعات، عن تحقق الهدف المرجو، قائلاً: "نعلن عن رفع السيف عن رقبة الأخت شروق أحمد علي، وتحرير رقبتها من القصاص، بعد تجميع المبلغ المطلوب من الدية بشكل كامل. نشكر كل من ساهم في دعم هذه القضية الإنسانية، سواء بالتبرع أو بالنشر أو بالدعاء. لقد أظهر المجتمع العربي والإسلامي وجهه الإنساني الحقيقي في هذه اللحظة ."
خلاصة القضية.. بين الألم والنصر
قصة شروق أحمد علي ليست مجرد قضية قتل أو دية، بل هي قضية مجتمع بأكمله، تسلط الضوء على ضرورة إصلاح التشريعات المتعلقة بالعنف ضد المرأة ، وضرورة توفير حماية حقيقية للضحية، وليس معاقبتها تحت مسميات قانونية قد تكون غير عادلة.
وقد تحولت قضية شروق إلى قضية رأي عام، وأصبحت مثالًا حيًا على التفاعل المجتمعي الإيجابي حين يتحد الناس من أجل الحق والعدل والإنسانية.