من غرفة نوم (100 مسؤول) إلى مكاتب (خامنئي).. قصة الجاسوسة التي هزت عرش إيران

من غرفة نوم (100 مسؤول) إلى مكاتب (خامنئي).. قصة الجاسوسة التي هزت عرش إيران

(الأول) متابعات:

في العلاقات بين الدول خاصة حين يكون العداء عميقا ومتراكما مثل العلاقة بين إسرائيل وإيران، لا تُحسم المعارك كلها في الجبهات العسكرية أو التصريحات السياسية، هناك ساحة أخرى لا تقل خطورة، هي ساحة الجواسيس والعمل السري، حيث تُصنع الاختراقات بصمت، وتُهد الأنظمة من الداخل.

قصة الجاسوسة كاثرين تعود مع تجدد الصراع 
ومع تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي مؤخرا، عادت قصة الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيرز شكدم إلى الواجهة، كواحدة من أكثر النماذج صراحة وخطورة في هذا المجال، خاصة وأنها تمثل دليل حي على كيف يمكن لشخص واحد أن يصل إلى قلب نظام مغلق مثل إيران، ويخترق قياداته الدينية والسياسية باستخدام أبسط الأساليب من خلال  "زواج المتعة"، هذه الحيلة القديمة فتحت أمامها أبوابًا كان من المستحيل الوصول إليها في أي ظرف طبيعي.
لم يكن أحد في طهران يتخيل أن امرأة واحدة ستخترق نظام الحرس الثوري ودوائر رجال الدين والبرلمان الإيراني، فقط باستخدام جواز سفر فرنسي وزواج مؤقت،  لكن هذا ما فعلته كاثرين بيرز شكدم، الجاسوسة الإسرائيلية التي فجّرت أكبر فضيحة في تاريخ الاستخبارات الإيرانية.
مصدر القصة جاء من صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، التي كشفت أن شكدم استطاعت خداع أكثر من 100 مسؤول إيراني، بينهم قيادات بارزة في الحرس الثوري وشخصيات مقرّبة من المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه، بعدما قدمت نفسها كمسلمة فرنسية متزوجة من يمني، تبحث عن تعاليم المذهب الشيعي.
المدهش أن الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين  عملت لعدة أشهر في مؤسسات إعلامية رسمية، بينها وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، بل وكانت تكتب وتعلق على سياسات إيران الخارجية والداخلية، بينما كانت في الخفاء تصطاد المسؤولين واحدا تلو الآخر، تحت غطاء "زواج المتعة"، وهو الزواج المؤقت المعترف به دينيا داخل إيران.

الزواج المؤقت
المصادر أكدت لـ صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الجاسوسة  كانت تعرض "الزواج المؤقت" على رجال الدين والسياسيين، لتكسب ثقتهم، ثم تبدأ بجمع أسرارهم خلال اللقاءات الخاصة، وبين هؤلاء  بحسب كلامها  عضو في البرلمان شرح لها تفاصيل جلسة مغلقة للغاية، دون أن تسأله، ودون أن يدرك أنه يسرب أسرار دولة من الطراز الأول.
ولعل الفضيحة الكبرى أن هذه المعلومات الحساسة وصلت إلى تل أبيب، وساهمت  بحسب بعض الترجيحات الإعلامية  في التخطيط لعدد من الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل طهران، بل وربما مهدت لعملية اغتيال إسماعيل هنية مؤخرا في العاصمة الإيرانية، وهو ما أثار عاصفة غضب داخل النظام الإيراني.