من هو وسيم الأسد؟.. من (رجل الظل) لنظام الأسد إلى قبضة الأمن!

 من هو وسيم الأسد؟.. من (رجل الظل) لنظام الأسد إلى قبضة الأمن!

(الأول) متابعة خاصة:

وسيم بديع الأسد، من مواليد عام 1980 في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، هو ابن بديع الأسد، أحد أعمام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ما يجعله من صلب العائلة الحاكمة التي سيطرت على سوريا لعقود. نشأ في كنف الامتيازات الممنوحة لعائلة الأسد، وسرعان ما أصبح من أبرز الشخصيات المقربة للنظام في الساحل السوري.

النشاط السياسي والعسكري
رغم غياب أي دور رسمي له في المؤسسات الحكومية، لعب وسيم الأسد دورًا محوريًا في الحياة العسكرية والأمنية في سوريا من خلال:
- تأسيس ميليشيات محلية في محافظة اللاذقية ساهمت في قمع المظاهرات السلمية بداية الثورة السورية عام 2011.
- الانخراط ضمن "الفيلق الخامس اقتحام" التابع للجيش، والمدعوم من روسيا، قبل أن ينفصل لأسباب مالية وتنظيمية.
-تولي أدوار في تمويل وتسليح مجموعات شبه عسكرية موالية للنظام، متورطة في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

الأنشطة الاقتصادية المريبة
عرف عن وسيم الأسد سيطرته على العديد من الأنشطة الاقتصادية في الساحل السوري، خاصة في: شركة "أسد الساحل" التي تحوّلت لاحقًا إلى واجهة لغسل الأموال.
الاحتكار المحلي لتجارة المواد الغذائية، الوقود، والتبغ، والتي وُجهت له فيها اتهامات باستخدامها كأدوات لفرض الجباية والابتزاز.

الجرائم والاتهامات
على مدار السنوات، ارتبط اسمه بسلسلة من الجرائم:
1. تجارة المخدرات:
يُعد أحد أبرز قادة شبكات تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج وأوروبا.
متورط في إنشاء مصانع محلية للمخدرات في جبال الساحل السوري وريف حمص.
استخدم نفوذه العائلي لتوفير الحماية الأمنية لشحنات التهريب عبر الموانئ والمعابر الحدودية.
2. الاغتيالات والاختطاف:
اتُّهم بالوقوف خلف تصفية شخصيات محلية معارضة له، وحتى منافسين داخل بنية النظام.
أشرف على عمليات اعتقال قسري وخطف طال بعضها عائلات بأكملها.
3. استغلال النفوذ:
فرض رسوم حماية على رجال أعمال سوريين.
استولى على ممتلكات وأراضٍ شاسعة في مناطق الساحل ودمشق عبر وثائق رسمية مزوّرة.

الاعتقال المفاجئ
في يونيو 2025، أُلقي القبض عليه من قبل أجهزة الاستخبارات السورية بالتعاون مع وزارة الداخلية في كمين محكم بمنطقة حدودية لم تُكشف رسميًا، وذلك ضمن ما وصفته الدولة بـ"حملة لمكافحة الجريمة المنظمة والفساد الداخلي".
مصدر أمني سوري: "العملية نُفذت بدقة من دون إطلاق رصاصة واحدة. وسيم الأسد أصبح خارج دائرة الحماية."

ردود الفعل الدولية
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانا قد فرضا عليه عقوبات صارمة منذ 2023.
منظمات حقوقية طالبت بمحاكمته كمجرم حرب، خاصة بعد توثيق استخدامه لعناصر مسلحة في قمع المدنيين.
وسيم الأسد، الذي ظل لعقدين في ظلّ الحماية العائلية، يُعد اليوم أبرز مثال على تحوّل "رجال الظل" في الأنظمة السلطوية إلى مجرمين عابرين للحدود. اعتقاله، وإن كان متأخرًا، قد يكون أول مؤشر على تصدّع البنية الحاكمة في سوريا التي لطالما غضّت الطرف عن ممارساته.