هدد أمريكا وقصف إسرائيل.. فما مصير الحوثي بعد وقف الحرب بين إسرائيل وإيران؟!
في تحول دراماتيكي فاجأ المتابعين، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اتفاق لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران بموافقة الطرفين، مما وضع حدًا لمواجهة إقليمية كانت تلوح بشبح التصعيد الشامل.. غير أن هذا الاتفاق يطرح تساؤلات ملحة حول مصير الجهات الإقليمية التي انخرطت في هذه المواجهة بالوكالة، وعلى رأسها ميليشيا الحوثي في اليمن.

تحليل (الأول) المحرر السياسي:
الحوثيون.. من الصلح إلى المواجهة مع أمريكا
خلال فترة التصعيد، سارع الحوثيون إلى تبني موقف هجومي نيابة عن محور "الممانعة"، فأعلنوا استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وتوعدوا الولايات المتحدة، بل واعتبروا أنفسهم في حالة حرب مفتوحة مع واشنطن، خصوصًا في البحر الأحمر حيث استهدفت الممرات البحرية الحيوية للسفن الأمريكية والغربية.
كان واضحًا أن الحوثيين لا يتحركون فقط كقوة يمنية محلية، بل كذراع إقليمي لإيران، يتقاطع دورها السياسي والعسكري مع أجندة طهران الخارجية، لا سيما في لحظات التوتر الشديد.
وقف الحرب.. وخلط أوراق الحوثي!
الاتفاق الذي أُعلن بين إسرائيل وإيران، وإن كان ما يزال غامضًا في تفاصيله، يضع الحوثيين أمام واقع جديد:
عزلة سياسية: لم يكونوا جزءًا من المفاوضات، ولم يُذكروا في أي بيان رسمي. هذا يعكس هامشيتهم الفعلية في الحسابات الكبرى، رغم خطابهم الناري.
فقدان الغطاء الإيراني: إذا كانت طهران قد رفعت يدها عن التصعيد، فإن ذلك يضع الحوثيين أمام تبعات أعمالهم دون غطاء. وربما يدفع إيران إلى تحجيم نفوذهم مؤقتًا حفاظًا على التهدئة مع واشنطن وتل أبيب.
تصعيد أمريكي محتمل: الولايات المتحدة، التي تقود تحالفًا بحريًا في البحر الأحمر، لن تتردد في الرد العسكري على أي هجوم حوثي جديد. غياب "الحرب الكبرى" سيُحرر يد البنتاغون من الاعتبارات السياسية التي كانت تحد من ردّه.
رد الفعل الحوثي
حتى الآن، لم يصدر عن الحوثيين موقف واضح تجاه وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، لكن السيناريوهات المحتملة تشمل:
الإنكار الإعلامي: قد يواصل الإعلام الحوثي تجاهل الاتفاق أو التشكيك فيه، لخلق شعور زائف بأن "المعركة مستمرة".
المناورة السياسية: ربما يخفض الحوثيون مستوى التصعيد تدريجيًا دون إعلان رسمي، بانتظار اتضاح مسار العلاقة الإيرانية الأمريكية.
التصعيد الانتحاري: في حال شعروا بأنهم خُذلوا، قد يلجؤون إلى تصعيد محدود ومستقل لإثبات الوجود، لكن هذا قد يجلب عليهم ضربات قاسية من واشنطن أو حلفائها.
الحوثيون أمام مفترق طرق
إن ميليشيا الحوثي، التي كانت تراهن على استمرار التوتر الإيراني-الإسرائيلي لتبرير تحركاتها العسكرية خارج الحدود، تجد نفسها الآن أمام مفترق طرق صعب: إما أن تراجع أولوياتها وتعيد التموضع داخليًا، أو أن تستمر في التصعيد وتتحول إلى عبء إقليمي خارج عن السيطرة، ما سيعرضها لعقوبات وهجمات قد تقوض قوتها العسكرية.
وبينما تنشغل القوى الكبرى بإعادة رسم خطوط النفوذ في الشرق الأوسط، يبقى الحوثي عالقًا بين منطق الوكالة الإقليمية ومقتضيات البقاء السياسي والعسكري في الداخل اليمني.