«ترتيبات» حكومية لإعادة فتح طريق بين شمال وجنوب اليمن بعد عشر سنوات من الاغلاق
«ترتيبات» حكومية لإعادة فتح طريق بين شمال وجنوب اليمن بعد عشر سنوات من الاغلاق

الأول /متابعات
أعلنتْ محافظة أبين، الواقعة في مناطق نفوذ الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليا، أمس الاثنين، بدء الإجراءات والترتيبات التي تسبق إعادة فتح طريق عقبة (جبل) ثرة، التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء، وذلك «لدواع إنسانية»، لكن بعد إعادة تأهيلها وصيانتها، موضحة أن أعمال الصيانة ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتعدُّ هذه الطريق من أهم الطرقات التي تربط بين شمال اليمن وجنوبه، واستمر اغلاقها نحو عشر سنوات.
وضاعف استمرار اغلاقها من مشقة سفر المواطنين، وخاصة بين صنعاء وحضرموت، نظرا لاضطرار المسافرين إلى سلك طريق بديلة أطول وأكثر مشقة وأعلى كلفة.
وحسب موقع «أبين الآن» أقرَّ اجتماع للجنة الأمنية برئاسة محافظ أبين، أبو بكر حسين سالم، فتح طريق عقبة ثرة لدواع إنسانية، بعد التأهيل والصيانة، على أن تبدأ أعمال الصيانة خلال الأيام القليلة المقبلة، «وفق تقرير النزول المُعد من قبل مدير عام الأشغال العامة والطرق في المحافظة».
وطالب الاجتماع، وفق المصدر عينه، جانب «أنصار الله» (الحوثيون) «برفع التمركز، وإزالة الألغام، وصيانة الطريق من جانبهم، أو السماح لصندوق صيانة الطرق للقيام بأعمال الصيانة والابلاغ عن جاهزية الطريق».
وطبقًا لذات للمصدر، «وجهت اللجنة الأمنية مدير الأشغال العامة والطرق، وصندوق صيانة الطرق بالبدء في استكمال خطوات فتح الطريق بعد إنجاز الصيانة والتأهيل».
يأتي الإعلان عن بدء ترتيبات إعادة فتح هذه الطريق الهامة، بعد نحو شهر من إعادة الافتتاح الرسمي لطريق صنعاء – عدن عبر محافظة الضالع، بعد اغلاق استمر سبع سنوات.
ويمثل إعلان الجانب الحكومي بدء ترتيباته لإعادة فتح طريق عقبة ثرة، والتي تربط بين مديريتي لودر (أبين) ومكيراس (البيضاء)، خطوة مهمة تستهدف إعادة إنعاش النشاط الاقتصادي في المدن التي تمر بها الطريق، والتي شهدت خلال سني الاغلاق تدهورا اقتصاديا ومعيشيا.
كما أن توقيت إعادة فتح الطرقات، التي تربط بين شمال وجنوب البلاد، المتنازعة منذ11 سنة، وعلاوة على ما تقوله المصادر الحكومية إن إعادة فتحها لدواع إنسانية، يوحي أن طرفا إقليميا يقف وراء هذه المبادرات في هذه الفترة تحديدًا، وذلك لتخفيف المعاناة الناجمة عن توقف الرحلات التجارية الجوية في مطار صنعاء، جراء استهداف العدوان الإسرائيلي للطائرات، التي كانت تعمل فيه. وفي نفس الوقت تعزيز عجلة النشاط الاقتصادي لميناء عدن في استقبال الشحنات التجارية للسوق في صنعاء وشمال البلاد، عقب ما لحق بميناء الحديدة من أضرار جراء العدوان الإسرائيلي عدة مرات منذ يوليو/ تموز 2024م.
وكان الانتقال من صنعاء إلى عدن أو حضرموت يمر بطرق بديلة عن الطرق المغلقة، ما يتسبب بمزيد من المتاعب والنفقات والمخاطر للمسافرين، جراء عدم تأهيل تلك الطرقات وطولها، وما تستغرقه من وقت يمثل أضعاف ما يستغرقه السفر في هذه الطرق.
وكان ممثلو حركة الرايات البيضاء قد التقوا في وقت سابق من شهر يونيو/ حزيران محافظ أبين المعين من الحكومة. وخلال الاجتماع أكد المحافظ الاستعداد لإعادة فتح الطريق أمام المواطنين وتسهيل عبورهم، موضحا أن تنسيقا يتم مع الحوثيين في الجانب الآخر تمهيدا لفتح الطريق أمام المسافرين.
وأوضح حينها رئيس مبادرة الرايات البيضاء، عمر محمد الضيعة، في «منشور» على «فيسبوك» أنهم لمسوا تجاوبا من محافظ أبين المعين من الحكومة لإعادة فتح الطريق، موضحا أنه بناء على تقرير المهندس المختص، فإن الطريق بجاجة إلى صيانة وترميم لتكون صالحة للعبور.
وسبق وأكد الحوثيون أن الطرق مفتوحة من جهتهم، ويحملون الطرف الآخر مسؤولية اغلاق وإعادة فتح الطرقات.
وأكد رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) أهمية ما تم: «هذه الطريق الهامة ستختصر طريق الآلاف من المسافرين الذاهبين من صنعاء إلى حضرموت ومن البيضاء إلى أبين والعكس، وستختصر ما لا يقل عن ١٣ ساعة سفر يقضيها الناس في طرقات بعيدة».
وتسببت الحرب في إغلاق معظم الطرق الداخلية الهامة، وبخاصة تلك التي تربط شمال البلاد بجنوبها، وتحديدا بين صنعاء وعدن، في سياق التصعيد المتبادل على صعيد تكريس الحصار الداخلي، من خلال تعقيد مسارات السفر والانتقال من وإلى مناطق نفوذ فرقاء الحرب.
ويمثل ملف الطرقات المغلقة ، أكثر ملفات الحرب تعقيدا في اليمن، لارتباطها بعددٍ كبير من المنافذ، التي تم إغلاقها في سياق ما فرضته الحرب من معطيات جديدة على أرض الواقع، منها وقوع بعض الطرقات ضمن مناطق اشتباكات، وبعضها تقع في مناطق تماس بين نفوذين متصارعين، وبعضها باتت تمثل ملف ضغط سياسي لأهميتها، وأخرى تشكلْ معها حدودا اقتصادية وأخرى سياسية (افتراضية)، وغيرها من المقتضيات، التي زادت من تعقيد تنقلات الناس.
وعلى الرغم من أن عددا من جولات التفاوض بين طرفي الصراع، أقر فيها المتفاوضون موافقتهم على فتح جميع الطرقات، إلا أن تنفيذ ذلك على أرض الواقع لم يتحقق، لأن فتحها يتطلب وقفًا للحرب وإقرارا للسلام الذي ربما مازال بعيد المنال.