هل يضطلع الإعلام الحكومي في بلادنا بدوره؟

مسعود عمشوش

لا شك أن تغطية مختلف أنشطة هيئات الدولة والحكومة وتوصيلها إلى الجمهور تأتي في مقدمة مهام الإعلام الحكومي الرسمي، الذي يلعب دورًا حاسمًا في إعلام المواطنين بإجراءات الحكومة والقضايا ذات الاهتمام العام. فوسائل الإعلام الحكومي، صحافة وتلفزيون وراديو، تنشر المعلومات والسياسات الرسمية وتشرح إجراءات الحكومة ومشاريعها وخططها ومبادراتها وقراراتها للمواطنين.

ويسهّل الإعلام الحكومي التفاعل والحوار بين الحكومة والمجتمع من خلال الإجابة على الأسئلة وجمع ردود الفعل ومشاركة المعلومات ذات الصلة. وهو لذلك يهتم بنبض الشارع ويرصد مطالب الناس وينقلها للمسؤولين في الدولة. 

ولقيادةٍ البلاد بطريقة فعّالةٍ وتلبيةٍ تطلعات الناس، يجب على الحكومة اعتماد سياسةٍ إعلامية تنبع من استراتيجيةٍ شاملةٍ لتداول المعلومات على نطاقٍ واسع، تتضمن إطلاق حملات للتوعية وتشجيع الدعم العام للتدابير التي تُسهم في تنفيذ عملية التنمية لاسيما في فترات الأزمات. ولا يمكن تحقيق هذه المهمة بأقصى قدرٍ من الفعالية دون الاعتماد على وسائل إعلامٍ تتمتع بالمصداقيةٍ والشفافية.

والسؤال هل تقوم وسائل الإعلام الحكومية في بلادنا بهذا الدور بشكل سليم؟

إجمالا، أعتقد أن الإعلام الحكومي في بلادنا، في ظل هذه الأزمة والأحداث، وتدهور الوضع المعيشي والخدماتي الذي يطحننا، لا يزال مقصرا جدا ، لاسيما في مجال مكافحة مظاهر الفساد وسرقة المال العام والخاص. فنحن نلاحظ أن قناة عدن الرسمية لا تزال تبث بشكل بائس من الخارج، وبعيدة حقا من نبض الشارع، مثلها مثل قناة حضرموت الرسمية. 

وكذلك الحال بالنسبة لصحيفة ١٤ اكتوبر التي لا تفسح إلا مساحة محدودة جدا لنبض الشارع في المناطق المحررة. ويطغى فيها حضور وزير الإعلام، فتصريحاته وتحركاته الكبيرة والصغيرة والصغيرة جدا هي التي تتبوأ الصفحة الأولى من ١٤ أكتوبر.

وكذلك الحال بالنسبة للموقع الرسمي لمجلس رئاسة الوزراء، يظل الإرياني هو نجمه والأكثر حضورا فيه. ومن النادر أن ينشر الموقع خبرا عن سالم بن بريك. وتحية هنا لهذا الرجل الذي يعمل فعلا بصمت ودون ضجيج.

وفي ظل تقصير الإعلام الحكومي الرسمي وتقاعسه عن توصيل مطالب الشارع في بلادنا، برزت بعض الأصوات الإعلامية الذكية، لتتلقف هموم الشارع أولا بأول وتنصب نفسها ناطقا رسميا باسمه. وقد نجح بعضها مثل، فتحي بن لزرق وصلاح السقلدي وعبد الرحمن أنيس، في توظيف مختلف وسائل التواصل الاجتماعي - فيسبوك واتساب تويتر - والصحف الكترونية لتوصيل رسائلهم الإعلامية غير البريئة وغير المستقلة. 

أما تلفزيونيا، فيظل برنامج المشهد الجنوبي الذي يقدمه النجم المتألق وليد باكدادة هو البرنامج الذي يحاول أن يعكس بأمانة ما يجري في الشارع، وبعيدا عن الموقف الرسمي للحكومة أو للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وعليه، أرى أن يتم إغلاق مكاتب وزارة الإعلام في الخارج أسوة بمكاتب وزارتي المالية والخارجية، والتركيز على العمل من الداخل، من وسط الشارع

.