لن تصدق السبب...أقدم مطعم بتاريخ عدن يغلق أبوابه!!

عدن (الأول) خاص:
أثار إغلاق مطعم "الإقبال" في مديرية كريتر بمدينة عدن، أحد أقدم وأشهر المطاعم في المدينة، موجة من التساؤلات والقلق بين المواطنين والزبائن القدامى، بعد أن أغلق أبوابه بشكل مفاجئ منذ أسبوعين دون إعلان رسمي أو تفسير واضح من قبل مالكيه.
وبحسب شهادات جمع من المواطنين والمُترددين السابقين على المطعم، فإن هذا الإغلاق يأتي في ظل تراجع حاد في الإقبال على المطعم خلال الأشهر الماضية، وهو ما يُرجّح أنه السبب الرئيسي وراء القرار، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان المدينة، وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويعود تاريخ تأسيس مطعم "الإقبال" إلى عام 1948م، ليكون بذلك أحد أقدم المطاعم العاملة في عدن، بل ويُعدّ معلماً ثقافياً واجتماعياً شهد على تحوّلات المدينة عبر عقود طويلة. وقد اشتهر المطعم بتقديم أطباقه التقليدية، خصوصاً "الزربيان" و"البرياني" و"الكباب"، التي كانت تجذب الزبائن من مختلف الأعمار ومن كل أنحاء المدينة، بل ومن المحافظات المجاورة أيضاً.
وقال أحد الزبائن القدامى، وهو رجل في السبعينيات من عمره، لمراسلنا: "كنت آتي إلى 'الإقبال' منذ كنت شاباً، وكان المكان يعجّ بالناس، من عسكريين وتجار وطلاب وعائلات. اليوم، لم يعد أحد يقدر على المجيء، حتى أنا لم أعد أستطيع زيارة المكان كما في السابق، فكيف للمطعم أن يصمد؟".
وأضاف آخر: "لا نعرف إن كان الإغلاق مؤقتاً أم نهائياً، لكن المؤكد أن غياب هذا المعلم يُفقد المدينة جزءاً من ذاكرتها وتراثها الاجتماعي. كنا نلتقي هنا مع الأصدقاء، ونحتفل بالمناسبات، والآن كل شيء يتلاشى".
وحتى لحظة كتابة هذه الخبر لم توضح أسباب الإغلاق أو ما إذا كان هناك نية لإعادة افتتاحه في المستقبل. كما لم تُعرف أي تفاصيل حول مصير العاملين فيه.
ويطالب ناشطون ومهتمون بالتراث الحضري في عدن، الجهات المعنية والمجتمع المحلي بالتدخل لحماية ما تبقى من معالم المدينة التاريخية، وتقديم حوافز لإنقاذ المؤسسات العريقة مثل "الإقبال"، التي لا تمثل مجرد مطعم، بل جزءاً من الهوية والذاكرة الجماعية لأبناء عدن.
فهل يُعاد فتح أبواب "الإقبال" يوماً ما؟ أم أننا نشهد نهاية حقبة ذهبية من تاريخ عدن الاجتماعي والثقافي؟ أسئلة تبقى معلقة في انتظار إجابات قد لا تأتي قريباً.