تفاصيل رحلة الضياع.. لقاء مؤثر بعد 58 عامًا بين (الكحلاني) وأسرته

تفاصيل رحلة الضياع.. لقاء مؤثر بعد 58 عامًا بين (الكحلاني) وأسرته

(الأول) غرفة الأخبار:

بعد أكثر من نصف قرن من الفراق، عاد الحاج عبدالله الكحلاني ليزرع البسمة من جديد على وجهه، عندما التقى أخيرًا بأهله في محافظة حجة. قصة الحاج عبدالله ليست مجرد لقاء عائلي، بل رحلة إنسانية تجسد الصبر والأمل وعمق روابط الدم.
فقد ابتعد الحاج عبدالله عن أسرته طوال هذه السنوات الطويلة، لكنه لم يكن وحيدًا. ففي محافظة تعز، احتضنته عائلة البشيري بكل حب وكرم، مقدمة له الرعاية والدعم، حتى أصبح لهم كأحد أفراد الأسرة. عمل الحاج عبدالله حارسًا في مدرسة، ووجد في هذه العائلة ملاذًا آمناً ودفئًا إنسانيًا أعاد إليه شعور الانتماء.
وعلى الرغم من الحياة الصعبة، تعرض الحاج عبدالله لوعكة صحية خطيرة أدت إلى إصابته بالغرغرينا، واضطر الأطباء لبتر ساقه. تلقى العلاج في مستشفى الثورة بتعز، قبل أن ينتقل إلى مستشفى الهلال التخصصي، حيث أكرمه الدكتور ياسين الزيقي والدكتور عبدالوهاب الشميري برعاية طبية وإنسانية استثنائية. كما كان بكيل البشيري إلى جانبه خطوة بخطوة، يسانده ويخفف عنه آلامه.
وبعد جهود متواصلة، تم التواصل مع أسرته في محافظة حجة، وكان للإعلامي محمد المحمدي دور بارز في ترتيب اللقاء. يوم اللقاء كان مليئًا بالمشاعر المتناقضة، دموع الفرح امتزجت بالشوق العميق، ليصبح هذا اليوم بمثابة تتويج لصبر 58 عامًا من الغياب.
هذه القصة تذكّرنا بأن الأمل لا يموت، وأن روابط الدم تتغلب على المسافات والزمن، كما تسلط الضوء على أصالة وشهامة الشعب اليمني، مؤكدة أن الخير والإنسانية ما زالا حيّين في النفوس.