"فداء".. رسالة انتحار تكشف فصلاً جديداً من معاناة النساء في مناطق سيطرة الحوثيين

(الأول)خاص:
في مأساة مؤلمة هزت المجتمع، كشفت حادثة انتحار الفتاة فداء (17 عامًا) في مديرية المنيرة بالحديدة، فصلًا جديدًا من الانتهاكات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، بعدما أقدمت على إنهاء حياتها شنقًا إثر تعرضها لابتزاز من قِبل القيادي الحوثي يوسف سالم دوم، ما يعكس حجم المعاناة التي تعيشها النساء تحت سلطة المليشيا وما يتعرضن له من ضغوط وانتهاكات متواصلة.
وكان الجاني استغل صورًا خاصة بالفتاة، وحولها إلى وسيلة ابتزاز وتهديد، ما دفع فداء إلى إنهاء حياتها اتقاءً للعار وإثباتًا لبراءتها من تهم أخلاقية مختلقة أراد من خلالها الجاني تدميرها معنويًا وعزلها اجتماعيًا، حيث تركت الضحية وصية قصيرة قبيل وفاتها، طالبت فيها أهلها بالقصاص ممن ابتزها، والحفاظ على كرامتها التي حاول المعتدي النيل منها.
وقد أثارت الجريمة موجة إدانات واسعة، ترافقت مع حالة غضب شعبي تجاه الممارسات الحوثية التي تستهدف النساء، في ظل توفير المليشيا الحماية لعناصرها المتورطين في مثل هذه الجرائم.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن النساء والفتيات في مناطق سيطرة الحوثيين يواجهن انتهاكات متواصلة، تتراوح بين الابتزاز والعنف النفسي والجسدي والاختطافات والاخفاء القسري، في ظل أجواء من الترهيب تُجبر الضحايا وأسرهن على الصمت.
وتأتي مأساة فداء لتجسد هذه الحقيقة القاتمة، وتكشف عن واقع مظلم ما يزال يحاصر العديد من النساء والفتيات يوميًا.