بعد اعتداء البحرية الإسرائيلية على (أسطول الصمود)!.. غضب دولي واسع وإضرابات واحتجاجات

(الأول) متابعات:
أثار اعتراض إسرائيل لأسطول الحرية المتجه إلى غزة موجة استنكار دولية واسعة، تراوحت بين إدانات حادة وتحركات احتجاجية، وصولًا إلى بيانات أوروبية ودولية تُتابع التطورات بقلق بالغ. ووصف كثيرون الخطوة الإسرائيلية بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي» و«اعتداء على مدنيين ونشطاء سلميين»، فيما حاولت تل أبيب تبرير العملية باعتبارها «إجراءً أمنيًا احترازيًا» نفذ بطريقة آمنة.
اعتراض الأسطول
أعلن منظمو أسطول المساعدات لغزة مساء الأربعاء أن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت عدة سفن أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه القطاع. وأشار البيان الرسمي للمنظمين إلى أن «حوالي الساعة 20:30 بتوقيت غزة (17:30 بتوقيت غرينتش)، تم اعتراض عدة سفن من أسطول الصمود بشكل غير قانوني والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في المياه الدولية، بما في ذلك سفينتا ألما وسيريوس».
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن البحرية تمكنت من السيطرة على السفن الست الكبيرة التي قادت الأسطول، وهي: سيريوس، وألما، وسبكترا، وهوجا، وأدارا، ودير ياسين. كما أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ على متن إحدى السفن.
الرواية الإسرائيلية: «إيقاف آمن»
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان عبر منصة «إكس» أن قواتها البحرية أوقفت «سفنًا عدة» تابعة للأسطول، مشيرة إلى أن الركاب «بأمان وبصحة جيدة». وأوضح البيان أن «سفن عدة من الأسطول تم إيقافها ويتم نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي. غريتا وأصدقاؤها بخير».
إيطاليا: احتجاجات وإضراب عام
في إيطاليا، أثار الاعتراض الإسرائيلي موجة غضب واسعة. فقد دعت أكبر نقابة عمالية في البلاد، «الاتحاد العام للعمل – سي.جي.آي.إل»، إلى إضراب عام يوم الجمعة تضامنًا مع المشاركين في أسطول الصمود، معتبرة أن «الاعتداء على سفن مدنية تقل مواطنين إيطاليين أمر خطير للغاية».
وقد اندلعت مظاهرات ليلية في عدة مدن، شملت اقتحام متظاهرين للمحطة الرئيسية للسكك الحديدية في نابولي، وحصار محطة «تيرميني» المركزية في روما. كما أعلن اتحاد النقابات في جنوة عزمه إغلاق الميناء ودعا المتظاهرين للتجمع عند أحد مداخله الرئيسية، في ظل استمرار احتجاجات عمال الموانئ على مستوى البلاد.
تركيا: «عمل إرهابي»
من جهتها، أدانت تركيا الاعتراض الإسرائيلي، واصفة إياه بـ«العمل الإرهابي». وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان رسمي: «الهجوم الذي شنته قوات إسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول الصمود العالمي، الذي كان في طريقه لإيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة، يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر». وأضافت أن أنقرة «اتخذت كافة التدابير اللازمة لضمان الإفراج الفوري عن مواطنيها والركاب الآخرين».
حماس: «قرصنة وإرهاب بحري»
بدورها، أدانت حركة حماس العملية، ووصفتها بأنها «اعتداء غادر وجريمة قرصنة وإرهاب بحري ضد المدنيين». وذكرت في بيان رسمي: «اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفن أسطول الصمود واعتقال النشطاء والصحفيين يشكل اعتداءً همجيًا ضد المدنيين. ندين هذا العدوان بأشد العبارات».
مكونات الأسطول
يضم «أسطول الصمود العالمي» أكثر من 40 سفينة مدنية تحمل نحو 500 ناشط من أكثر من 40 دولة، بينهم برلمانيون ومحامون وصحفيون وناشطون بارزون، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ. وانطلق الأسطول مطلع سبتمبر/أيلول من إسبانيا محملاً بمساعدات إنسانية تشمل حليب الأطفال والمواد الغذائية والأدوية، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ورغم التحذيرات الإسرائيلية المتكررة، أصر المنظمون على الاستمرار في الإبحار، مؤكدين أن المبادرة سلمية وغير عنيفة.