ثلاث سنوات من الصمت...أولياء دم الأسدي: العدالة المؤجلة إهانة لدماء الشهداء وهيبة الدولة

مأرب (الأول) خاص:
أعرب أولياء دم الشهيد الملازم أسد الدين سفيان الأسدي، أحد ضباط البحث الجنائي بمحافظة مأرب، عن استيائهم الشديد من تأخر الفصل في قضيته التي مرّ عليها ما يقارب ثلاثة أعوام، مطالبين السلطة القضائية بـسرعة إنصاف الشهيد وتنفيذ حكم الإعدام بحق الجناة وفقًا لما قضت به الأحكام القضائية.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى 10 مارس 2023م، حين كان الشهيد الأسدي يشارك ضمن مهمة أمنية لضبط متهم في قضية ابتزاز لإحدى الفتيات، بعد تنسيق محكم بين الأجهزة الأمنية والمجني عليها للإيقاع بالمتهم متلبسًا.
ووفقًا لتقرير البحث الجنائي، تم تحديد موقع التسليم في إحدى الصيدليات قرب سوق ابن عبود بمدينة مأرب، حيث وُضع مبلغ 10 آلاف ريال سعودي كان الجاني قد طلبه من الفتاة، بعد أن سبق وابتزها بمبالغ تجاوزت 25 ألف ريال سعودي.
لكن لحظة تنفيذ العملية، بادر المتهم بإطلاق النار على الضباط، فيما أقدم شقيقه – القاتل المباشر – على إطلاق النار من الخلف على الشهيد الأسدي، ليسقط مضرجًا بدمائه وهو يؤدي واجبه الوطني، قبل أن يلوذا بالفرار.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية لاحقًا من القبض على المتهمين بعد ضغوط قبلية وأمنية، وأقرا بجريمتهما، مدعّمين بالأدلة الجنائية والتسجيلات التي وثّقت الجريمة.
وفي ديسمبر 2023م، أصدرت المحكمة الابتدائية حكمها بإعدام المتهم الأول تعزيرًا بالرصاص حتى الموت، وسجن المتهم الثاني خمس سنوات مع مصادرة أدوات الجريمة، غير أن أولياء الدم استأنفوا الحكم مطالبين بتشديد العقوبة إلى الإعدام قصاصًا وتعزيرًا بحق الاثنين، بينما استأنف المتهمان الحكم بدعوى الدفاع عن النفس.
ومنذ مطلع عام 2024م، لا تزال القضية عالقة أمام محكمة الاستئناف دون صدور الحكم النهائي، ما أثار استياء الأسرة التي وصفت التأخير بأنه "إهانة لدماء الشهداء وتحدٍّ لهيبة العدالة".
وطالب أولياء الدم القيادة السياسية، ممثلةً بـفخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة، بالتوجيه بسرعة البت في القضية وتنفيذ القصاص العادل، مؤكدين أن الشهيد قُتل أثناء تأدية واجبه الرسمي، وأن القانون يُلزم بتشديد العقوبة بحق من يعتدي على موظف أثناء أداء مهامه.
واختتمت الأسرة بيانها بالقول إن مطلبها ليس انتقامًا بل إنصافًا للحق وصونًا لهيبة الدولة ورجال الأمن الذين يقدّمون أرواحهم دفاعًا عن المواطنين والوطن.