من السجن إلى نوبل.. الفائزة بجائزة (السلام) تُهديها لترامب وأمريكا تهاجم!

(الأول) وكالات:
في خطوة غير متوقعة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، أعلنت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، إهداءها الجائزة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقديراً لما وصفته بـ"دعمه الحاسم لقضية الشعب الفنزويلي وسعيه من أجل الحرية والديمقراطية في فنزويلا".
وقالت ماتشادو، في منشور على حسابها بمنصة إكس، إن الجائزة "ليست لي وحدي، بل لكل الفنزويليين الذين ناضلوا ضد الديكتاتورية"، مؤكدة أن بلادها "باتت على أعتاب النصر"، وأنها تعتمد على ترامب وشعوب أمريكا اللاتينية والدول الديمقراطية "كحلفاء رئيسيين في معركة التحرر السياسي".
ويأتي إعلان فوز ماتشادو بالجائزة في لحظة سياسية حساسة، بعد أن كانت لجنة نوبل قد تلقت ترشيحات عدة، من بينها ترامب نفسه، الذي حصد مؤخراً إشادات دولية لدوره في جهود التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، إضافة إلى مبادرات وساطة في ملفات دولية أخرى.
ورغم ترشيحه، لم يحصل ترامب على الجائزة، ما أثار انتقاداً من البيت الأبيض الذي اعتبر القرار "انحيازاً سياسياً على حساب السلام"، بحسب المتحدث الرسمي ستيفن تشونغ، الذي أكد أن الرئيس الأمريكي "سيواصل جهوده لتحقيق السلام وإنهاء النزاعات في العالم".
وتبلغ ماتشادو من العمر 58 عاماً، وهي مهندسة صناعية معروفة بمواقفها الصلبة ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يحكم البلاد منذ عام 2013. وقد تعرضت لملاحقات وتهديدات دفعتها إلى العمل من السرية، لكنها نجحت رغم ذلك في توحيد صفوف المعارضة.
وفي مكالمة هاتفية نشرتها لجنة نوبل، عبّرت ماتشادو عن دهشتها من الفوز، قائلة إنها "لا تعتبر الجائزة تكريماً شخصياً، بل إنجازاً لشعب بأكمله يناضل من أجل الحرية".
وفي وقت سابق، علق البيت الأبيض على فوز ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، قائلًا: إن لجنة نوبل أثبتت أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام.
وأضاف البيت الأبيض خلال بيان له اليوم الجمعة، أن الرئيس ترامب سيواصل إبرام الاتفاقات.
ويرى مراقبون أن فوز ماتشادو يعكس دعماً دولياً متزايداً لتطلعات الشعب الفنزويلي نحو الديمقراطية، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات جديدة حول معايير اختيار الفائزين بجائزة نوبل للسلام، في ظل تداخل السياسة بالاعتبارات الإنسانية والدبلوماسية.