تطور خطير.. 15 أجنبيًا داخل مجمع الأمم المتحدة تحت الحصار في صنعاء

صنعاء (الأول) خاص:
في حادثة غير مسبوقة تهزّ الأوساط الإنسانية والدبلوماسية، اقتحمت قوات تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، فجر السبت، المجمع السكني للأمم المتحدة (UNCAF) في شارع حدة وسط العاصمة صنعاء، وفرضت طوقاً أمنياً محكماً حوله، في وقت كان بداخله 15 موظفاً دولياً من جنسيات أجنبية.
الصحفي فارس الحميري كشف، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، تفاصيل مروّعة لما وصفه بـ"عملية اقتحام مسلحة مكتملة الأركان"، حيث حاصرت مدرعات ومركبات عسكرية المجمع قبل أن تقتحمه قوة أمنية مدججة بالسلاح، وتسيطر كلياً على مبانيه.
وبحسب الحميري، قطعت الميليشيا الكهرباء عن المجمع، أوقفت كاميرات المراقبة، وعزلت المكان عن العالم الخارجي عبر تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت، في خطوة تهدف إلى عزل تام للطاقم الأممي.
وخلال الساعات الأولى من الاقتحام، أُجبر الموظفون الأجانب على مغادرة مساكنهم ومكاتبهم والبقاء في فناء أحد المباني، فيما احتُجز الموظفون المحليون اليمنيون في بدروم المجمع، وسط تحقيقات أمنية مطولة لا تزال جارية حتى اللحظة.
كما نفّذت الميليشيا حملة تفتيش واسعة النطاق داخل المجمع، صادرت خلالها أجهزة المراقبة، السيرفرات، الأقراص الصلبة، والهواتف الشخصية، إلى جانب وثائق ومستندات حساسة، في ما وصفه الحميري بأنه "مصادرة منظمة للأدلة والمعلومات".
ورغم السماح لاحقاً للموظفين الأجانب بالتواصل مع عائلاتهم بعد تأخير طويل، فإن الوضع داخل المجمع ما يزال متوتراً للغاية، مع استمرار تواجد القوات الحوثية في محيطه وداخله.
ويأتي هذا التطور الخطير بعد يومين فقط من خطاب لزعيم الحوثيين اتهم فيه المنظمات الأممية والعاملين الإنسانيين بـ"أنشطة تجسسية"، ما اعتُبر تصعيداً خطيراً ضد العمل الإنساني في مناطق سيطرة الجماعة.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن الحوثيين يحتجزون حالياً أكثر من 50 موظفاً يمنياً يعملون مع وكالات ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، فيما أُجبر عشرات آخرون على توقيع تعهدات بعدم مغادرة صنعاء استجابةً لاستدعاءات أمنية متكررة.
حادثة مجمع الأمم المتحدة تُعدّ الأخطر منذ بدء نشاط الأمم المتحدة في اليمن، وتشير إلى تدهور غير مسبوق في بيئة العمل الإنساني، وسط صمت دولي يثير القلق على سلامة العاملين الإنسانيين وعلى مستقبل العمليات الإغاثية في البلاد.