غموض يلف مصير أبو عبيدة.. حماس تصمت وإسرائيل تحتفل بقتله!

 غموض يلف مصير أبو عبيدة.. حماس تصمت وإسرائيل تحتفل بقتله!

(الأول) وكالات:

أثار الإعلان الإسرائيلي عن مقتل المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة حالة واسعة من الجدل في الأوساط الفلسطينية والعربية، وسط صمتٍ لافت من حركة حماس حول مصيره، بعد غارةٍ جويةٍ استهدفت شقة سكنية في حي الرمال بمدينة غزة مساء 30 أغسطس 2025.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إن الغارة التي نُفذت بالتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، أسفرت عن مقتل أبو عبيدة – واسمه الحقيقي هذيفة الكحلوت – إلى جانب 10 آخرين بينهم نساء وأطفال، وفقاً لمصادر فلسطينية في القطاع.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس في بيان رسمي أن العملية كانت "ضربة نوعية استهدفت أحد أبرز رموز الدعاية العسكرية لحماس"، مضيفاً أن أبو عبيدة كان يمثل "صوت القسام وسلاحها الإعلامي المؤثر".
ورغم تأكيد الجانب الإسرائيلي مقتله، لم تُصدر كتائب القسام أي بيان رسمي في الساعات أو الأيام الأولى بعد الغارة، قبل أن تؤكد مصادر فلسطينية لاحقاً نبأ مقتله، في خطوة وُصفت بأنها إقرار متأخر تحت ضغط الواقع الميداني والإعلامي.
ويُعتبر أبو عبيدة أحد أبرز الوجوه التي التصقت بصورة المقاومة في غزة منذ عام 2007، إذ برز بصوته المميّز وطلّته المقنّعة في تسجيلات القسام، وكان رمزاً للخطاب العسكري والسياسي للحركة خلال جولات الحرب المتكررة مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن مقتل أبو عبيدة يشكل خسارة رمزية كبيرة لحماس، إذ كان صوته واجهتها الإعلامية ووسيلتها في توجيه رسائل الردع والتهديد، فيما يُتوقع أن تترك غيابه فراغاً قيادياً يصعب ملؤه سريعاً في منظومة إعلام القسام.
وفي المقابل، لاقت العملية انتقادات دولية بسبب سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال في الغارة ذاتها، ما أعاد تسليط الضوء على كلفة الاستهدافات الإسرائيلية في المناطق المأهولة داخل القطاع.
ويترقب المتابعون ما إذا كانت حماس ستعلن خلفاً جديداً لأبو عبيدة أو تعتمد أسلوباً إعلامياً مختلفاً في المرحلة المقبلة، بينما ترى إسرائيل أن العملية تمثل انتصاراً معنوياً ضمن حربها المستمرة ضد قيادات الصف الأول في الحركة.