رئيس أمريكا الخفي ومهندس حرب العراق!!.. وفاة (ديك تشيني) الذي غيّر وجه أمريكا والعالم
(الأول) متابعة خاصة:
أعلنت عائلة ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وأحد أبرز صُنّاع القرار في واشنطن خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، وفاته عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد معاناة مع مضاعفات الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وذكرت العائلة، في بيان نقلته شبكة CNN الأمريكية، أن تشيني رحل محاطًا بزوجته لين تشيني وابنتيه ليزي وماري، في مشهد وصفه مراقبون بأنه نهاية حقبة سياسية مثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي الحديث.
رجل الظل!
يُعد ديك تشيني أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في التاريخ الأمريكي المعاصر؛ فقد لعب دورًا محوريًا في رسم ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وكان العقل المدبّر لحرب العراق عام 2003، استنادًا إلى مزاعم امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل — وهي المزاعم التي ثبت لاحقًا بطلانها.
لم يكن تشيني مجرد نائب للرئيس؛ بل تحوّل إلى ما يشبه الرئيس الموازي داخل إدارة بوش، بفضل نفوذه الواسع على ملفات الأمن القومي والدفاع والطاقة. وقد وصفته وسائل إعلام أمريكية بأنه “الرجل الذي حكم من الظل”، نظرًا لقدرته على توجيه القرارات المصيرية خلف الكواليس.
قرارات لا تُنسى!
ترك تشيني وراءه إرثًا سياسيًا ضخمًا يختلط فيه النفوذ بالحروب والجدل. فرغم الانتقادات الحادة التي وُجهت له من المجتمع الدولي ومن داخل الولايات المتحدة، ظلّ حتى سنواته الأخيرة يدافع عن قرار غزو العراق، معتبرًا إياه “ضرورة استراتيجية لحماية الأمن الأمريكي”.
غير أن مؤسسات بحثية ومراكز صنع القرار وصفت حرب العراق بأنها أكبر خطأ استراتيجي في التاريخ الأمريكي الحديث، إذ أطلقت سلسلة من الفوضى الإقليمية وأضعفت مكانة واشنطن العالمية لعقود.
تشيني ضد ترامب!
في سنواته الأخيرة، دخل تشيني في صدام علني مع الرئيس السابق دونالد ترامب، ووجّه له انتقادات لاذعة واصفًا إياه بأنه “أكبر تهديد للجمهورية الأمريكية”، ما جعله في مرمى الهجمات من جناح ترامب داخل الحزب الجمهوري.
وقد انعكس هذا الموقف على ابنته ليز تشيني، التي خسرت موقعها في الكونغرس بعد تبنيها الموقف نفسه الرافض لسياسات ترامب الشعبوية.
نهاية حقبة
برحيل ديك تشيني، تطوي الولايات المتحدة صفحة أحد أكثر عقولها السياسية نفوذًا وإثارة للجدل؛ رجلٌ صنع الحروب بقراراته وأعاد تشكيل الشرق الأوسط بخطواته، تاركًا وراءه إرثًا مثقلًا بالجدل والانقسام داخل الحزب الجمهوري، وصدىً لا يزال يتردد في أروقة السياسة الأمريكية والعالمية حتى اليوم.
