أول تعليق سعودي على أحداث حضرموت يكشف أخطر السيناريوهات
(الأول) غرفة الأخبار:
قدّم الإعلامي السعودي مالك الروقي أول تعليق سعودي موسع حول التوتر المتصاعد في محافظة حضرموت، معتبرًا أن ما يحدث حاليًا يمثل “التطور الأهم منذ خروج تنظيم القاعدة من المحافظة”، ومحذرًا من أن حضرموت – التي لطالما عُرفت بأنها الأكثر استقرارًا في اليمن – تقف أمام مرحلة “بالغة الحساسية وغير مسبوقة”.
وفي قراءة تحليلية نشرها على حساباته، رسم الروقي ملامح المشهد بوصفه صراعًا بين قوتين رئيسيتين تتجاذبان النفوذ في المحافظة النفطية الأكبر في اليمن:
1- قوات الدعم الأمني (التابعة للمجلس الانتقالي)
قال الروقي إن هذه القوات، التي تتخذ من عدن مقرًا لها بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، تعمل على توسيع نطاق حضورها نحو حضرموت في إطار مشروع سياسي مرتبط برؤية الانتقالي لمستقبل الجنوب.
وأضاف أن هذه القوات تحاول إنشاء معسكرات في وادي حضرموت والهضبة النفطية، ما اعتبره خصومها محاولة لـ“بسط النفوذ والسيطرة على مناطق استراتيجية”.
2- قوات حماية حضرموت (حلف قبائل حضرموت)
وهي قوات محلية بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، الذي يحظى بثقل قبلي كبير.
وأشار الروقي إلى أن بن حبريش دعا خلال الساعات الماضية إلى حشد قبلي واسع “لتوحيد الموقف” ضد ما وصفه بـ“قوات قادمة من خارج المحافظة”.
ونقل الروقي عن بن حبريش اتهاماته لقوات الدعم الأمني بالسعي للسيطرة على حقول النفط ومصادر الثروة في حضرموت، عبر “إقامة معسكرات وشراء ولاءات لشخصيات نافذة”، مؤكدًا أن الانتقالي “لا يمثل حضرموت ولا الجنوب كله”.
ويرى بن حبريش، بحسب الروقي، أن الأمن في حضرموت يجب أن يبقى بيد أبنائها كما كان سابقًا مع “النخبة الحضرمية”، فيما يصنّف قائد قوات الدعم الأمني أبو علي الحضرمي الحشود القبلية بأنها “غير قانونية وتشكل تهديدًا للسلطة المحلية”.
تصعيد متبادل واحتقان خطير
ووفق الروقي، فقد شهدت المحافظة خلال الأيام الماضية اشتباكات متفرقة، بينما شهدت الساعات الأخيرة حشدًا متبادلًا بين الجانبين، ما يجعل مستوى التوتر “الأعلى منذ سنوات”.
وختم الروقي تحليله بالقول إن خطاب بن حبريش من جهة، وخطاب أبو علي قائد قوات الدعم الأمني من جهة أخرى، “يكشفان حجم الهوة بين الطرفين وعمق الخلاف القائم”.
