الدروس الرقمية الخاصة

مسعود عمشوش

قبل أكثر من سنتين، بعد تقديمي لورقة حول (سطوة الترجمة الآلية وتقهقر الترجمة البشرية)، أخبرتني بعض الحاضرات أنهن يقمن، هنا في عدن، بتقديم دروس خاصة في مختلف المواد الدراسية، لطلبة المدارس الابتدائية والثانوية عبر الانترنت فقط.

وكانت مفاجأة بالنسبة لي؛ فقد كنت على اطلاع بآليات التعليم الإلكتروني أو الرقمي elearning، وطرق استخدام التكنولوجيا الرقمية لتقديم المحتوى التعليمي عبر الإنترنت، وقمت بنفسي خلال فترة جائحة كورونا بدعوة طلبتي للانضمام لمجموعتي في قوقل كلاس.  

ومن المعلوم أن التعليم الرقمي يتيح مرونة في الوقت والمكان. وساعد كثيرا على اتساع رقعة التعليم عن بعد الذي كان يعتمد على إرسال المناهج ورقيا إلى المتعلمين. ومن المعلوم أن جائحة كورونا قد أدت في مطلع هذا العقد إلى لجوء معظم المؤسسات التعليمية في العالم إلى أشكال مختلفة من التعليم الالكتروني.

أما الدروس الخاصة، التقليدية، فالأرجح أنها ظهرت منذ القدم قبل التعليم الجماعي. وكانت في السابق تتم من خلال تقديم الدعم التعليمي الفردي من قبل المدرس للتلميذ وجهاً لوجه. وفي الغالب الأثرياء هم من يستطيع توفير هذا النوع من التعليم لأبنائهم.

لكن مع تطور الانترنت قام عدد كبير من المدرسين بتقديم دروس خاصة عبر الإنترنت. وكان من السهل دمج التعليم الإلكتروني مع الدروس الخاصة لتقديم مزيجاً يجمع بين مرونة التعلم الرقمي والتوجيه الفردي، مما يحسن تجربة التعلم ويخاطب مختلف شرائح المتعلمين.

ومثلما طور المبرمجون منصات مخصصة للتعليم الرقمي الجماعي وأدوات تواصل مباشر مثل قوقل كلاس وزووم ومايكروسوفت تيمز، والبريد الإلكتروني، فقد طوروا كذلك منصات إلكترونية مخصصة للدروس الخاصة، مثل Acadomia التي يمكن بواسطتها متابعة الدروس المباشرة (المتزامنة) أو الدروس في أوقات مختلفة (غير متزامنة)، وغالبًا عبر الفيديو مع مشاركة الشاشة، بنفس تنسيق الدرس وجهاً لوجه ولكن دون انتقال أو سفر المعلم أو المتعلم. وهناك منصات دروس خاصة مثل Les Sherpas: التي تقدم دروسًا خاصة بالانترنت بواسطة مدرسين مؤهلين وجدول زمني يناسب احتياجات الطالب (جلسات لمرة واحدة أو منتظمة). ويقدم المركز الوطني للتعليم عن بعد الفرنسي (CNED) أيضًا دورات عبر الإنترنت كمؤسسة عامة للتعليم عن بعد. المنصات العامة: تقدم مواقع مثل OpenClassrooms دورات تعليمية احترافية عن بعد، غالبًا باللغة الإنجليزية وأحيانًا مع ترجمة. 

وهناك منصات الجامعات التي يشرف عليها الاتحاد الدولي للتعليم عن بعد (FIED) و FUN MOOC وتعليم تفاعلي ثنائي في الغالب بواسطة منصات (Skype و Teams) حيث يمكن للطالب والمعلم التفاعل في الوقت الفعلي. وهذه الأدوات تتيح المشاركة والاطلاع مستندات الطلاب والعمل معًا على التمارين، وقد تُدمج المنصات ميزات مثل الواجبات المنزلية والاختبارات لتحسين المراقبة. وطبعا هناك مسألة التكاليف والأسعار التي تختلف حسب المستوى الدراسي ونوع الدروس أو الدورة، سواءً كانت جلسات فردية أو باقات. 

وختاما علينا التسليم بأن التعليم الالكتروني أو الرقمي، الجماعي او الفردي، قد وفر مرونة في مجال التعليم، إذ بواسطته بات بإمكان التلاميذ والطلاب تلقي الدروس من أي مكان، وحجز الجلسات وفقًا لاحتياجاتهم الفورية، لاسيما عند اقتراب فترة الاختبارات أو الامتحانات.

ونصيحة:قبل أن تفكر في توفير دروس خاصة لطفلك أو ابنك احرص أولا على فحص نظره ووفر له جهاز حاسوب جيد أو تابلت لا تقل مساحة شاشته عن عشر بوصات. واستعد لشراء نظارة طبية له.