قصف عنيف واشتباكات (دامية)..  الحدود (الباكستانية-الأفغانية) تشتعل مجدداً

قصف عنيف واشتباكات (دامية)..  الحدود (الباكستانية-الأفغانية) تشتعل مجدداً

(الأول) وكالات:

شهدت المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات حرس الحدود الباكستانية ومقاتلين تابعين لحركة طالبان، في تصعيد مفاجئ يهدد بانهيار اتفاق التهدئة الذي توسطت فيه قطر قبل أشهر.
وأكد مسؤولون أمنيون في إسلام أباد أن الاشتباكات اندلعت عند الشريط الحدودي الفاصل بين مقاطعة بلوشستان الباكستانية ومنطقة قندهار الأفغانية. ووصفت المواجهة بأنها شملت استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة، واستمرت لأكثر من ساعتين بشكل "مكثف وشرس".


تبادل للاتهامات.. والغموض يكتنف الإصابات
تبادلت الحكومتان الاتهامات حول المسؤولية عن بدء الاشتباكات:
 * موقف طالبان: أكدت الحكومة الأفغانية التابعة للحركة أن قواتها "ردّت على إطلاق النار الذي بدأته باكستان".
 * موقف باكستان: قال مسؤولون باكستانيون إن مقاتلين تابعين لطالبان هم من أطلقوا النار أولاً باتجاه مدنيين باكستانيين في المناطق القريبة من خط الحدود، الأمر الذي استدعى رداً مباشراً.
ونقلت وكالة "رويترز" عن تقارير محلية أنباء عن وقوع إصابات على الجانبين، لكن لم يمكن التحقق منها بشكل مستقل في الساعات الأولى بسبب صعوبة الوصول إلى نقاط التماس.


توتر مزمن وتهديد للسلام الهش
تأتي هذه التطورات في ظل توتر طويل الأمد على طول "خط دوراند"، الحدود البالغة 2,600 كيلومتر، والتي تشهد باستمرار اشتباكات بسبب النزاعات على نقاط العبور واتهامات متبادلة بإيواء مجموعات مسلحة.
وترتبط الأزمة الحالية بسلسلة أحداث عنيفة سابقة، بما في ذلك الغارات الجوية التي نفذتها القوات الجوية الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية أواخر العام الماضي ضد معاقل جماعات مسلحة.
وفي ظل تزايد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن الباكستانية داخل حدودها، والتي تُحمِّل إسلام أباد مسؤوليتها لمقاتلين يتمركزون داخل أفغانستان، تسود مخاوف في البلدين من أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد عسكري واسع، خاصة في ظل صعوبة ضبط خط التماس الممتد عبر تضاريس جبلية معقدة.