كنز في (قيء) الديناصورات!!.. اكتشاف سر طائر الفلامينغو القديم

كنز في (قيء) الديناصورات!!.. اكتشاف سر طائر الفلامينغو القديم

(الأول) متابعة خاصة:

في كشف علمي مثير يقلب مفهوم البحث عن الحفريات، تمكن علماء الحفريات من تحديد نوع جديد من الزواحف الطائرة، أو البتروسورات، عبر دراسة بقايا قيء متحجر (Regurgitalites) لديناصور عاش قبل 110 ملايين سنة في منطقة الأرايبي بالبرازيل.
ووفقاً لما أورده موقع "ناشونال جيوغرافيك"، فإن هذا الاكتشاف غير التقليدي يوضح القيمة الهائلة لبقايا الهضم المتحجرة في فك شفرة تفاصيل الحياة القديمة والعلاقات البيئية المعقدة بين الكائنات في بيئات ما قبل التاريخ.

النوع الجديد.. شبيه الفلامينغو
يُعرف النوع المكتشف حديثاً باسم Bakiribu waridza، وهو بتروسور تميز بآلية تغذية فريدة، حيث كان يرشّح فرائسه الصغيرة من المياه بطريقة مشابهة جداً لطريقة تغذية طائر الفلامينغو الحديث. وكان العثور على هذه البقايا أشبه بالصدفة العلمية، عندما عرض طالب كتلة صخرية تحتوي على عظام غير مألوفة على أستاذته، ليتبين لاحقاً أنها تنتمي إلى نوع جديد لم يُسجل وجوده مسبقاً في صخور تلك الحقبة الزمنية في البرازيل.

رؤى مباشرة من الجهاز الهضمي
وصفت عالمة الحفريات ألين غيلاردي الاكتشاف بأنه "مثال استثنائي" للـ Regurgitalite (بقايا قيء متحجر). وتُصنّف هذه الحفريات، جنباً إلى جنب مع البراز المتحجر المعروف بـ Coprolites، تحت مظلة واسعة تُعرف بـ Bromalites. هذه الفئة من الحفريات لا تقدر بثمن، إذ توفر رؤى مباشرة وفورية حول النظام الغذائي وطبيعة الأجهزة الهضمية للكائنات القديمة، بالإضافة إلى التفاعل الحيوي بين الأنواع المختلفة داخل البيئة نفسها.
وتشير غيلاردي إلى أن الحالة غير العادية التي وُجدت عليها العظام كانت نتيجة لمرورها في الجهاز الهضمي لديناصور مفترس قبل أن تُقيأ وتُدفن في الرواسب. وعلى الرغم من أن الحفظ كان جزئياً، إلا أنه كان كافياً للتعريف بالنوع الجديد. وتؤكد أن هذه البقايا تمنح الباحثين فهماً فريداً للعلاقات البيئية بين المفترس والفريسة، وتكشف تفاصيل الشبكات الغذائية القديمة بطريقة لا يمكن للهياكل العظمية المكتشفة منفردة أن توفرها.
جدير بالذكر أن الاهتمام ببقايا الهضم المتحجرة يعود إلى القرن التاسع عشر، عندما درس عالم الحفريات الإنجليزي ويليام باكلاند الفضلات المتحجرة، وأطلق عليها اسم Coprolites. ومنذ ذلك الحين، اعتُبرت هذه الحفريات أداة لا غنى عنها في معرفة تفاصيل النظام الغذائي وسلوك الديناصورات والمفترسات القديمة، بما في ذلك عادات التغذية لحيوانات مثل تيرانوصورس ريكس.