نائب وزير الخارجية يتهم المجلس الانتقالي بفرض (أمر واقع)
(الأول) غرفة الأخبار:
في موقف يعكس تصاعد حدة الخلافات داخل أروقة السلطة الشرعية، شنّ نائب وزير الخارجية، مصطفى النعمان، هجوماً عنيفاً على المجلس الانتقالي الجنوبي، واصفاً تحركاته الأخيرة في محافظة حضرموت بأنها "تمرد" على الشرعية الدستورية، رغم كون المجلس شريكاً رسمياً فيها.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة "الحدث"، أكد النعمان أن جماعة الحوثي هي "المستفيد الأول والأكبر" من حالة التصعيد التي يقودها الانتقالي في حضرموت. وحذر من أن محاولات فرض واقع سياسي وميداني جديد لن تسفر إلا عن مضاعفة معاناة المواطنين وزيادة تعقيد الملفين السياسي والأمني، مؤكداً أن جهات شرعية محددة هي وحدها المخولة قانوناً بملف مكافحة الإرهاب.
وفي سياق نقده للدور السياسي للمجلس، اعتبر النعمان أن المجلس الانتقالي "يختطف" القضية الجنوبية ويدّعي تمثيلها بشكل حصري، مشدداً على أن المجلس "لا يمثل كل أبناء الجنوب". وأعرب عن مخاوفه من أن استمرار هذه التحركات الأحادية قد يدفع البلاد نحو "نقطة اللاعودة"، مما يهدد وحدة الموقف في مواجهة التحديات المشتركة.
وكشف نائب وزير الخارجية عن تفاصيل دبلوماسية لافتة، مشيراً إلى أن اللواء عيدروس الزُبيدي بذل محاولات للتواصل مع الإدارة الأمريكية، إلا أن تلك المحاولات "لم تتلقَ أي استجابة"، وهو ما اعتبره النعمان مؤشراً على تعقيد الموقف الدولي تجاه التحركات الأخيرة للمجلس وعدم الاعتراف بمسارات خارج إطار التوافق الشرعي.
وتأتي هذه التصريحات النارية لتكشف عن عمق الفجوة بين أقطاب الحكومة الشرعية، وتضع التفاهمات السياسية السابقة أمام اختبار حقيقي، خاصة مع تزايد الحراك الميداني في محافظات الجنوب والشرق اليمني، وظهور بوادر انقسام حاد في الخطاب الدبلوماسي الرسمي.
