بريطانيا ترصد منظومة جوية قرب المخا وتعد عقوبات جديدة ضد الحوثيين

بريطانيا ترصد منظومة جوية قرب المخا وتعد عقوبات جديدة ضد الحوثيين

(الأول) وكالات:

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الثلاثاء إنها تلقت تقارير عن نشاط لمنظومة جوية مسيرة على مسافة 46 ميلاً بحرياً جنوب المخا في اليمن.

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده ستعلن عن عقوبات جديدة تستهدف تمويل الحوثيين في غضون أيام، مضيفاً "سنتيح للبرلمان البريطاني غداً الأربعاء فرصة لإجراء نقاش شامل حول نهج الحكومة بشأن البحر الأحمر".

وأشار سوناك إلى أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سيزور الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.

وأوضح أن الأدلة الأولية من الضربات، التي نفذتها القوات الأميركية والبريطانية أمس الإثنين ضد قدرات الحوثيين في اليمن، تظهر أن جميع الأهداف المقصودة دمرت.

وحذر من أن لندن ستواصل الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في حال استمرت، مضيفاً أمام البرلمان "نحن لا نسعى إلى المواجهة". وتابع "لكن في حال الضرورة، لن تتردد المملكة المتحدة في الرد في إطار الدفاع عن النفس. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهذه الهجمات بالمرور دون رد".

تصعيد كبير

شكلت الضربات الأميركية والبريطانية على مواقع للحوثيين في اليمن تصعيداً كبيراً في منطقة البحر الأحمر، إذ تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها.

وتسببت هذه الهجمات التي تأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة "حماس" وإسرائيل في تعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي، الذي تمر عبره نحو 12 في المئة من التجارة البحرية العالمية.

وبات الحوثيون يستهدفون أيضاً السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا رداً على ضربات هاتين الدولتين عليهم.

ونفذت الولايات المتحدة وبريطانيا جولة جديدة من الضربات على "ثمانية أهداف حوثية في اليمن"، فيما ذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بأن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا "18 غارة جوية" في مناطق عدة في اليمن، متعهداً أنها "لن تمر من دون رد وعقاب".

كان الجيش الأميركي قال إن القوات الأميركية والبريطانية قصفت 60 هدفاً من أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ في 16 موقعاً للحوثيين، في ضربة شملت أكثر من 150 صاروخاً دقيقاً.

وقتل خمسة أشخاص وأصيب ستة آخرون، بحسب ما أعلن الحوثيون. ورداً على ذلك أطلق المتمردون صاروخاً "واحداً في الأقل" من دون إصابة أي هدف، ليعلنوا لاحقاً أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافاً مشروعة" لهم.

على أثر ذلك أعلن الأميركيون أنهم شنوا ضربة أخرى طاولت قاعدة الديلمي الجوية التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء، بعد تحذيرات من المتمردين بأنهم سيواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

وأصاب صاروخ أطلقه الحوثيون سفينة الشحن "غيبرالتار إيغل" المملوكة للولايات المتحدة في خليج عدن إلى جنوب البحر الأحمر، مما أدى إلى نشوب حريق على متنها من دون وقوع إصابات.

تضخم عالمي

وتتسبب هجمات الحوثيين في تعطيل حركة الشحن العالمي وتثير مخاوف في شأن التضخم العالمي. كما فاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وفي أحدث رد شنت قوات أميركية وبريطانية ثماني ضربات بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، بحسب بيان مشترك للدول الست.

ويقول مسؤولون أميركيون إن الضربات أضعفت قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات معقدة. لكنهم رفضوا تقديم أي أرقام في ما يتعلق بعدد الصواريخ أو الرادارات أو الوحدات المسيرة أو القدرات العسكرية الأخرى التي جرى تدميرها حتى الآن.

وقال المسؤول العسكري الأميركي لصحافيين بالبنتاغون "حققنا التأثير المقصود".

وذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بعد أحدث الهجمات بأن هذه الحملة بعثت برسالة واضحة إلى الحوثيين.

وأضاف "ما فعلناه مجدداً هو إرسال أبلغ رسالة ممكنة بأننا سنواصل الحد من قدرتهم على تنفيذ هذه الهجمات".

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قال الأسبوع الماضي إن الغارات الجوية ستستمر حتى مع إقراره بأنها ربما لا توقف هجمات الحوثيين.

وفي الأسبوع الماضي أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن صوب ناقلة مملوكة ملكية أميركية لكنهما سقطا في المياه قرب السفينة ولم يتسببا في وقوع إصابات أو أضرار.

ويقول متخصصون إن استراتيجية بايدن الجديدة في شأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين، لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو الاحتكاك بصورة مباشرة مع إيران الحليف الرئيس للحوثيين.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية، وهي مزيج من الضربات العسكرية المحدودة والعقوبات، تهدف إلى منع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

وتتوقف سفن الحاويات موقتا أو تحول مسارها من البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس، وهو أسرع طريق شحن من آسيا إلى أوروبا. واضطرت كثير من السفن إلى الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول بدلاً من ذلك.