اشتباكات هي الأعنف بين قوات الاحتلال ومقاومين بالقرب من “الشفاء” بغزة.. وقصف شديد في محيط المستشفى
اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات إسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين، مساء الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قرب مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد أن تعرض المستشفى ومحيطه لقصف إسرائيلي، دفع المئات من الفلسطينيين إلى الخروج من المجمع الطبي.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، باندلاع "اشتباكات عنيفة مع المقاومة قرب مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، والاحتلال يطلق النار والقذائف بكثافة".
فيما قالت "داخلية غزة" إن محيط مستشفى الشفاء ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة يتعرضان لسلسلة غارات إسرائيلية عنيفة.
ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين" فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مراراً.
وذكر مراسل الأناضول، أن مجمع الشفاء شهد نزوح فلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، كانوا بداخله ضمن آلاف آخرين.
حيث التحق أيمن المصري بآلاف النازحين نحو جنوب قطاع غزة بعد فراره من المستشفى الرئيسي في القطاع والذي تعرض لضربة جوية إسرائيلية.
وكان المصري قد لجأ إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع مع والدته وشقيقته قبل عشرة أيام، بعد تلقيه العلاج في مستشفى آخر إثر إصابته في ساقه.
وتلاشت آمالهم في العثور على الأمان بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين كانوا يحتمون في مستشفى الشفاء، وهو واحد من عدد من المستشفيات تعرضت للقصف الجمعة.
وقال المصري أثناء توجهه جنوباً مع آخرين كان بعضهم يحملون بعض المتاع الشخصي بينما كان آخرون يرفعون رايات بيضاء: "اليوم ضربوا الشفا، والكل صار يجري في الشوارع ووصلنا لحد هنا مشي".
وقال إنه وأسرته قطعوا ثلاثة كيلومترات قبل المرور بدبابات إسرائيلية تقدمت إلى المدينة، ثم ساروا بضعة كيلومترات أخرى بعد الدبابات قبل أن يستقلوا وسيلة نقل.
وقال المصري: "رجلي بتؤلمني نار… اليوم رايحين من الشمال للجنوب وبكرة يمكن يودونا من الجنوب للشمال، هذا مش حل، بدنا هدنة".
وقالت امرأة فرت من "الشفاء" الجمعة، إنها كانت تتلقى العلاج من جرح في قسم الولادة، وأضافت: "إحنا كنا في الطابق الخمسة (الخامس)، كنا جرحي وقاعدين هناك وفجأة لقينا القصف بينزل علينا".
وظهرت فتاة تنتحب من الألم بينما كانت ترتدي قميصاً بنفسجياً وخضبت الدماء وجهها ورقبتها ويديها اللتين كانت تلوح بهما بتوتر شديد. ورقد فتى بلا حراك على حشية ملقاة على الأرض وبركة دماء تحت رأسه، وتدلت ذراع وساق على جانب الحشية.
ورقد رجل بلا حراك تحت مقعد، وجلست امرأة ترتدي ملابس سوداء على كرسي بجانبه.
وتناثرت الملابس وغيرها من الأغراض الشخصية في كل مكان، وكانت هناك دماء على الأرض. وتعالت أصوات الناس بالصراخ والبكاء والأنين.
كما كان هناك رجل يصطحب امرأة مسنة تبكي. وحمل رجلان شاباً أحدهما يمسك برجليه والآخر بيديه.
ومنذ 35 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً، وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.