يعتبره نتانياهو "رجلا ميتا" ويصفه أنصاره بـ "الأسطورة الحية".. من هو يحيى السنوار زعيم حماس في غزة؟
بالنسبة لبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن يحيى السنوار "رجل ميت يمشي على رجلين". ولكن وفقا لصحيفة فايننشال تايمز، وقبلها الآلاف من سكان غزة، فإن زعيم حركة حماس في القطاع شخصية "شعبية" و"أسطورة حية"، على الرغم من أن آخرين يؤاخذون عليه ما يرونه "عرقلة لعجلة التنمية". فيما لا تزال تفسيرات أسباب النجاح اللوجستي الذي حققته حماس في السابع من أكتوبر تتناسل، عدا الإجماع عن مسؤولية الجانب الإسرائيلي، طفا اسم السنوار من جديد إلى السطح قائدا "براغماتيا" كما يصفه البعض ومطلوبا رئيسيا من قبل تل أبيب.
مونت كارلو الدولية
بات السنوار اليوم يشكل أكثر من أي وقت مضى تحديا كبيرا للإسرائيليين لم تكن حكومة بنيامين نتنياهو تتصوره، سيما وأنه صرح في أبريل/نيسان 2022، خلال إحدى خرجاته العلنية النادرة وبعد موجة من الهجمات التي خلفت العديد من القتلى الإسرائيليين، أنه "على إسرائيل الاستعداد لمعركة كبيرة إذا لم تتوقف عن مهاجمة المسجد الأقصى".
تدرج في مناصب القيادة
ولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، حيث شارك في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس، وأسس وأدار "حركة مجد" (جهاز الأمن الداخلي) التي تعتبر شرطة حماس، ومكلفة-من بين أمور أخرى، بالقضاء على المتعاونين مع الدولة الإسرائيلية.
تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وخلال مسار تكوينه الجامعي، ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي للإخوان المسلمين في فلسطين.
رغم أن الرجل لا يعد من المؤسِّسين الأوائل لحركة المقاومة الإسلامية، فإنه بات من قياداتها إذ تبوَّأ مناصب رفيعة في هياكلها على مدى السنوات التي تدرج في سلم مسؤولياتها.
تجربة السجن
اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار غير مرة، أولها عام 1982، وحُكِم عليه حينها بالسجن ستة أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
بعد نحو ست سنوات من الحرية، اعتقل القيادي الفلسطيني مرة أخرى وحكم عليه في 20 يناير/كانون الثاني 1988، بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى حُكم بالسجن مدة 30 سنة، بعد أن اتهم بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".
قضى السنوار 23 عاما معتقلا، إلى حين شملته صفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي عُرِفَت إعلاميا باسم "صفقة شاليط"، الجندي الإسرائيلي الذي احتجزته حماس سنة 2006.
ملاحقة حثيثة
انتُخب السنوار عام 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وفي العام نفسه، كان من بين قيادات الحركة التي ساهمت دبلوماسيا في محاولة رأب الصدع بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة، وحركة حماس في غزة، لكن دون جدوى.
منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل عقب هجوم السابع من أكتوبر، لم يغب اسم السنوار إلى جانب قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف عن بيانات الجيش الإسرائيلي والقيادات السياسية أيضا. ولعل آخر ذكر له جاء على لسان بنيامين نتانياهو أمس الخميس 11/09 حين زعم أن جيشه حدد مكانه.
ورأى نتانياهو أن قادة حماس، ومن بينهم يحيى السنوار، ما زالوا في مدينة غزة أو في أنفاق تحتها، وذلك في مقابلة أجراها مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
ليست إسرائيل وحدها من يلاحق السنوار، ولكن واشنطن أيضا تسعى في سبيل اعتقاله، إذ وضعته على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، تعهد هو الآخر منذ بداية الحرب أن "تعثر" القوات الإسرائيلية على السنوار و"تقضي عليه".