ثورة ٢٦ سبتمبر ونظامها الجمهوري شكل هوية الدولة اليمنية الحديثة
(الأول)سبأ:
أن مظاهر الاحتفالات الشعبية بعيد ٢٦ سبتمبر تتزايد كل عام، وذلك دلالة واضحة على وعي الشعب اليمني بثورة ٢٦ سبتمبر واهدافها التي تمثل طوق نجاة، وان الاحتفاء في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الارهابية بذكرى ثورة 26 سبتمبر رغم التنكيل بهم يعني أنه لا يمكن ان يعود هذا النظام المتخلف لحكم اليمن.
واشار الصحفي والناشط الحقوقي محمد الغليسي، الى ان أهم منجزات ثورة سبتمبر انها قضت على الحكم الإمامي، الحكم الذي حاول استعباد اليمنيين، والنظام القمعي والبوليسي الذي عمل قطيعة بين اليمنيين وتاريخهم وحضارتهم، ووهو أعظم انجاز حققته ثورة 26 سبتمبر، قائلاً " ان الثورة بالنسبة لي تعني الانعتاق من حكم السلالة من أولئك الذين يرون ان الله اختصهم بالحكم والافتاء، وانعتاق من نظام كهنوتي رجعي اقتات على وجع اليمنيين والآمهم لمئات السنين ".
وتابع الغليسي في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر "احتفالات سبتمبر قبل انقلاب الحوثيين على الجمهورية كانت عادية، لكن اليوم الأمر مختلف جداً، وأرى أنه من أوجب الواجبات ومن الضروريات الاحتفاء بهذه المناسبة، لأن انقلاب الحوثيين وممارساتهم جعلتنا نقدر ونعلي من شان أولئك الذين ثاروا ضد نظام الامامة، كون الحوثيين امتداداً لذلك النظام".
سبتمبر أعطى للمرأة حقها في التعليم...
واكدت فكره سعيد نعمان مديرة مدرسة بمحافظة مأرب، أن أهم إنجاز حققته ثورة الـ ٢٦ من سبتمبر هو مجانية التعليم وإعطاء المرأة حقها في التعليم وشغل الوظائف إلى جانب الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ومكنت الوطن من تحقيق التطورات من حيث مواكبة العصر وتوفير الخدمات وبناء المستشفيات والجامعات وشق الطرقات والمطارات لربط اليمن بالعالم بالإضافة إلى تحقيق الوحدة اليمنية والذي يعد أبرز منجز من منجزات الثورة اليمنية إلى جانب الكثير من المنجزات الأخرى في مختلف المجالات.
ولفتت التربوية نعمان، الى أن ثورة ٢٦ سبتمبر تعني بالنسبة لها وللجميع بأنها الانتقال من زمن العبودية إلى زمن الحرية ويجب أن ننظر إليها كفعل مستمر ومتجدد ومن الضرورة أن يتم تعميقها في نفوس النشء والشباب
وقالت "خلال الاحتفالات التي كانت تعم جميع المحافظات كنا نلاحظ الفرحة في عيون آباءنا وأجدادنا حيث انهم من عاش ظلم استبداد الإمامة لكن أجيالنا كانت تحتفل بالعيد كأي مناسبة عادية باحتفالات صورية ولكننا بعد انقلاب المليشيات الحوثية وعودة الامامة بنسختها الجديدة وعودة حياة الظلم والجهل والقتل والتشريد عرفنا القيمة الحقيقية للثورة واختلفت معها مشاعر الفرحة والاختفاء بأعياد الثورة".
واضافت فكره "إن ما تشهده المحافظات من زخم شعبي واحتفاء كبير بأعياد الثورة وخاصة في مناطق سيطرة المليشيات خلال السنوات الاخيرة هو تعبير عن حالة السخط والرفض نتيجة الظلم الذي يعيشه المجتمع الآن والممارسات التعسفية وحرمانهم من رواتبهم، وفرض الإتاوات عليهم، وهذا ما دفع اليمنيين للاحتفال بالثورة التي تعني الحرية والخلاص وبأنهم على استعداد لأن يضحوا من أجلها بدمائهم وتحمُل كل المخاطر والتبعات لذلك نرى انهم مازالوا يحتفلون بها بالرغم مما يتعرضون له من اعتداءات واختطاف من قبل المليشيا الحوثية".
٢٦ سبتمبر ثورة عظيمة اتفاخر بها ...
أما الباحثة منى جعفر ابو أصبع اشارت الى أن ثورة ٢٦ سبتمبر ثورة عظيمة ، أرست مبادئها بعد مرحلة طويلة من النضال والكفاح خاضه الإنسان اليمني، من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، واستطاعت الثورة ونظامها الجمهوري أن تشكل هوية الدولة اليمنية الحديثة.
وقالت "يعتبر يوم الـ ٢٦ من سبتمبر يوم ميلاد جديد للشعب اليمني، صنع شعباً أبياً يرفض الظلم والاستبداد والرضوخ بعد أن عرف معنى الحرية وعاشها ومارسها وترى أن الثورة أنجزت كل أهدافها منذ ذلك اليوم الذي اسقط فيه حكم الأئمة وأعلن النظام الجمهوري".
وأضافت ابو اصبع في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثوة الـ ٢٦ من سبتمبر " أن ثورة ٢٦ سبتمبر تعني الكثير ولعل أبرزها المواطنة المتساوية، والهوية التي اتفاخر بها كوسام أظهره للعالم، وتعني الوفاء للتضحيات الجسيمة التي قدمها الآباء والأجداد في ذلك الوقت وفي تلك الظروف الصعبة والارتباط بتاريخهم الحضاري".
و أوضحت الباحثة منى ابو أصبع، أن هناك فرق كبير، في الاحتفالات قبل الانقلاب الحوثي وبعده، فقد كان الشعب قبل عام 2014 واحد موحدا يحتفل وسط العاصمة صنعاء بشعار واحد يهتف به الجميع ويرددون أغنية دمت يا سبتمبر التحرير ، التي تطرب كل يمني ، أما بعد الانقلاب المليشاوي فلا يستطيع الجميع الإحتفال بثورة 26 سبتمبر المجيدة وبالأخص أولئك الذين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الارهابية، وبالرغم مما شاهدناه من اعتداءات من قبل المليشيات على المحتفلين بأعياد الثورة خلال الأعوام الماضية، لم يثن المحتفلين بل إنهم يقيمون احتفالات عفوية وبالطرق الممكنة ونراهم يوقدون الشعلة في المدن والقرى والجبال كتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم وهذا يدل على تمسكهم بمكاسب الثورة والعزم على الحفاظ عليها وعلى منجزاتها وفي مقدمتها الحرية التي يقدسها اليمني.
واكدت ان الحرية و ٢٦ سبتمبر شيء واحد، والحرية عند اليمني أغلى وأثمن من الحياة ولا يمكن أن يتنازل عنها أو يساوم عليها، ويمكن القول بأن أبناء اليمن ماضون في درب التضحية والفداء حفاظا على ثورتهم وجمهوريتهم مصداقاً لقول الشاعر الثائر عبدالله عبدالوهاب نعمان حين قال كم شهيدٍ من ثرى قبرٍ يُطِلُ، ليرى ما قد سقى بالدم غرسه، ويرى جيلاً رشيداً لا يضِل، للفداء الضخم قد هيّأ نفسه، ويرى الهامات منّا كيف تعلو في ضحى اليوم الذي أطلع شمسه.