عدن على موعد مع افتتاح بنك عدن الأول "FAD BANK" كأضخم مشروع تجاري رائد في العمل المصرفي الإسلامي
عدن/ صديق الطيار
بدأ لعد التنازلي لافتتاح وتدشين العمل رسمياً في بنك عدن الأول "FAD BANK" صاحب الريادة في العمل المصرفي الإسلامي، والذي يعد أضخم مشروع مصرفي استثماري تجاري سينطلق من العاصمة عدن خلال الفترة القليلة القادمة، ومنها إلى كل أرجاء الوطن، برؤية مصرفية استثمارية شاملة تُحقق الاستدامة لكل عملائه.
سيشكل افتتاح "بنك عدن الأول" طفرة نوعية في عالم المال والاستثمار، حيث سيكون له دور حاسم في بناء الشراكات وإيجاد فرص جديدة للقطاع الخاص، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي المستدام والشامل في البلاد.. واضعاً في مقدمة أولوياته العمل وفق سياسة البنك المركزي اليمني الهادفة إلى تعزيز جهود الدولة في استقرار السوق المصرفية، ضمن استراتيجية مدروسة باستخدام أحدث الأنظمة البنكية العالمية.
وانطلاقا من أهمية مشروع بحجم "بنك عدن الأول"، وباعتباره الحدث الأكبر الذي تترقب مدينة عدن بحماس وشغف كبيرين كشف الستار عنه.. كان لصحيفة "عدن الغد" شرف السبق الصحفي بإجراء أول حوار صحفي شامل ومفصل وشفاف مع رئيس مجلس إدارة البنك الشيخ أنيس الجَحْوشي، لنتعرف منه عن كثب على تفاصيل أوفى عن هذا المشروع المصرفي التجاري العملاق، الذي تشرفت مدينة عدن باحتضانه.. فإلى التفاصيل..
أولاً يسعدنا ويشرفنا في صحيفة "عدن الغد" أن نجري معكم هذا الحوار الصحفي، شيخ أنيس الجَحْوشي - رئيس مجلس إدارة بنك عدن الأول.. متمنين لكم ولمشروعكم الكبير هذا كل التوفيق والسداد..
* لماذا وقع اختياركم للاستثمار في القطاع المصرفي البنكي؟
- أولاً نرحب بصحيفة "عدن الغد" ذائعة الصيت وواسعة الانتشار.. وللإجابة عن السؤال نقول إنه لا يخفى على أحد ما تقوم به البنوك من دور مهم في الجانب الاقتصادي، فهي أساس النظام الاقتصادي الحديث، ولا يمكن تصور التجارة والاستثمار الدولي الآن بمعزل عن البنوك، وهي أحد الدعامات الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تلعب البنوك التجارية دورا هاما في تسهيل المعاملات الاقتصادية والتعاملات المالية، ولها دور بارز في تمويل عمليات الاستثمار بشقيها العام والخاص.
* لماذا اخترتم هذا التوقيت لتدشين العمل في مشروعكم؟
- كما هو حاصل، تمر اليمن بحرب وأزمة سياسية منذ أكثر من ثمان سنوات، الأمر الذي نتج عنه ركود اقتصادي حاد وانهيار متسارع في القيمة الشرائية للعملة المحلية "الريال اليمني"، فأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وضعفت القوة الشرائية لدى كثير من الناس فتدهورت حالتهم المعيشية والاقتصادية.. والبلاد الآن بحاجة إلى إعادة الإعمار وفتح أبواب الاستثمار، ولا شك أن البنوك هي أهم ركائز الاستثمار والإعمار والتنمية المستدامة.
* "بنك عدن الأول".. لماذا اخترتم هذا الاسم لمشروعكم؟
- حرصنا على تسمية مشروعنا بـ"بنك عدن" حباً في مدينة عدن التي تكتسب شهرة تاريخية وحضارية وتنوع ثقافي، وكونها أهم المدن الاقتصادية اليمنية، وتبرز أهميتها من شهرتها ومكانتها كميناء ومنطقة تجارية إقليمية ودولية، لتميز موقعها الجغرافي ووقوعها على خط الملاحة الدولية، وهي الآن المقر المؤقت للحكومة اليمنية المُعترف بها دولياً.
* حدثنا عن الاستراتيجية المعتمدة لديكم في إدارة بنك عدن الأول.. وما هي الخدمات التي يمكنكم المنافسة من خلالها؟
سنعتمد في بنك عدن الأول إستراتيجية متكاملة للتطوير الشامل في خدماته المالية والمصرفية التي تستهدف توسيع قاعدة عملائه، بما يعزز خطط البنك التوسعية، ويتواكب مع متغيرات القطاع المصرفي، ويسهم فى تنويع قاعدة العملاء وتعزيز النشاط المصرفي، وفقاً لخطط التحول الرقمي والشمول المالي، في ضوء التوجه الاستراتيجي للدولة والبنك المركزي اليمني.
ستضمن استراتيجيتنا تلبية طموحاتنا وأهداف رؤيتنا المصرفية لعمل مصرفي إسلامي حديث ومتكامل، لتقديم مختلف المنتجات المصرفية النوعية والمتميزة، باستخدام أحدث الأنظمة البنكية العالمية "تيمينوس" (Temenos)، وهو نظام بنكي أكثر تطورا وحداثة، والذي سيعمل على تقديم خدماته للأفراد والشركات المصرفية الاستثمارية، وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية لعملائه، وتحقيق الأهداف التي رسمها البنك ضمن الاستراتيجية الطويلة الأمد في المرونة والتقنية الحديثة، وبناء الثقة مع العملاء من خلال توظيف أحدث ابتكارات التكنولوجيا المالية.
* هل يمكنكم تحديد أولوياتكم المصرفية؟
- من أهم أولوياتنا في "بنك عدن الأول" الاستفادة من الحلول التي تقدمها التقنية الجديدة في توسيع قاعدة عملائه، ودعم سياسة البنك المركزي اليمني الهادفة لتعزيز جهود الدولة في استقرار السوق المصرفية، ومكافحة جرائم غسيل الأموال، والحد من القرصنة، بالإضافة إلى تأمين الخدمات المالية للعملاء وفق المبادئ الإسلامية، والالتزام بالقيم الاخلاقية وتخفيف المعاناة عن كاهل الشعب بتقديم التسهيلات، إلى جانب سعي البنك للتحول نحو مجتمع رقمي.
* ما هي مراحل انطلاقكم؟ ومن هي الفئات التي يستهدفها البنك بتقديم خدماته لها؟
- بنك عدن الأول سيعتمد على استراتيجية مدروسة على تحقيق الأهداف بأقرب فترة زمنية ممكنة، بعد أن تم تحديد رؤيتنا وأنشطتنا ومراحل انطلاقنا بأكبر حضور مصرفي ممكن، ولتغطية أكبر قدر ممكن من طلبات واحتياجات الفئات المجتمعية بإدارة مؤسسية وكوادر مؤهلة جديرة تمكّن البنك من التنافس ونيل ثقة العملاء، وفق خطة الانتشار المزمنة للوصول إلى كافة المحافظات والنطاقات الجغرافية، من المدينة إلى الريف.
* ما الذي سيجعل بنك عدن الأول متميزاً عن سواه من البنوك التجارية في عدن وعموم البلاد؟
- طبعاً نحن سنتميز عن بقية البنوك التجارية الموجودة حالياً في الساحة بأننا سنقدم خدمة مصرفية شاملة توازي الخدمات المصرفية في العالم، بينما الخدمة التي تقدمها البنوك التجارية التي ظهرت مؤخراً فهي محصورة في التمويل الأصغر فقط..
كما أننا سنتميز في النظام المصرفي المعتمد والنظام الإداري وأيضاً في الكادر المؤهل تأهيلاً كاملاً، بالإضافة إلى تميزنا في المبنى الضخم والمصمم على أعلى المواصفات الراقية..
أيضاً نحن في بنك عدن الأول سنبدأ من حيث انتهى الآخرون، وذلك باستخدام أحدث الانظمة البنكية العالمية عبر التقنيات الإلكترونية الحديثة، وبتقديم خدمات مصرفية إسلامية نوعية متميزة تضمن الثقة والأمان، والالتزام بتحقق الرضا الكامل للعملاء والمودعين والمساهمين، على أيدي كوادر إدارية مصرفية ذات خبرات كبيرة في العمل المصرفي.
* ما هي خطط العمل المصرفية للبنك في ظل واقع اقتصادي غير مستقر وانهيار للعملة وصعوبات كثيرة ماثلة؟
- تلتزم إدارة بنك عدن الأول الإسلامي بالسياسات والإجراءات المصرفية الإسلامية المتبعة شرعياً، والإجراءات المحلية المنظمة للعمل في السوق المحلية والإقليمية، وذلك باتخاذ نسب احتفاظ متوازنة حذرة من جهة، وتحقيق أفضل العوائد الممكنة من جهة أخرى.
إلى جانب أن إدارة بنك عدن الأول ستركز على إدارة المخاطر والامتثال في كافة العمليات المصرفية، وهذا سيطمئن العملاء، كوننا سنعمل وفق نظام مصرفي تم تخصيصه للحد من أي مخاطر.. ويسعى البنك إلى الاستحواذ على حصة السوق الكبرى التي تمكنه من الوصول إلى المراتب المتقدمة بين المصارف الإسلامية اليمنية خلال السنوات الخمس الأولى من الانطلاق.
* تشهد السوق المصرفية طفرة غير عادية في البنوك وشركات الصرافة.. هل سيعزز ذلك من الاستقرار المصرفي والسياسي في البلد؟
- يفترض أن تساهم البنوك في الاستقرار بشكل عام، كونها مرتبطة أساساً بالسياسة النقدية للبنك المركزي اليمني المرتبط بصندوق النقد والبنك الدولي والمؤسسات المالية المعنية، والتي تسعى إلى الحد من التلاعب بقيمة صرف العملة، والحد من انتشار الجرائم المصرفية المتعلقة بالمضاربات وتهريب وتبييض وغسل الأموال، مع تطبيق قوانين مكافحة وتمويل الإرهاب.
هذا إلى جانب أن البنوك تقدم ضمانات كبيرة لعملها من شأنها خلق ثقة تعزز الاستقرار المصرفي، وستساهم البنوك في الحد من انتشار البطالة في أوساط الخريجين، إلى جانب الإسهام في الاستثمارات المتنوعة التي تساعد في انتعاش سوق المال والأعمال.
كما أن الأهمية الأولى للبنوك التجارية تكمن في إمداد الاقتصاد الوطني بالأموال اللازمة لتنميته وتقدمه، وأي خلل في البنوك التجارية يحدث خللاً في الاقتصاد القومي، ورفاهية الناس.
* كم عدد الفروع التي سيتم تدشينها خلال المرحلة الأولى وفق خطتكم؟
- وضعنا خطة عمل بالنسبة للفروع وأيضاً النطاقات بدءاً من العاصمة عدن إلى أن تصل إلى كل النطاقات الجغرافية، حيث سيشهد افتتاح عدد منها بعد تدشين العمل في المشروع مباشرة.
* هل توجد لديكم رؤية بالنسبة لتعزيز إمكانيات البنك من حيث فتح باب الاكتتاب أو السماح لتجار بالدخول كمساهمين ضمن الشراكات لتعزيز قوة البنك؟
- نحن نمتلك رؤية وخططاً نسير عليها من أجل تعزيز الإمكانيات، وهذا الأمر أُخِذ بعين الاعتبار، وما تسعى له إدارة البنك هو أن يكون البنك كمسماه الأول، بالتميز من حيث الخدمات المصرفية الشاملة والآمنة والتي تعزز إمكانياته، وأيضاً من خلال فتح أبواب الشركات والتعاون.
* ما هي رؤيتكم المصرفية للتعاملات المصرفية الخارجية؟.. وهل تمكنتم من فتح علاقات تعاون مع بنوك خارجية؟
- بكل تأكيد لدينا رؤية أساسية لفتح علاقات تعاون وتواصل مع بنوك خارجية، سواء أكانت خليجية أو دولية، لتمكين بنك عدن الأول من تنفيذ اعتمادات وإرسال واستقبال تحويلات مالية خارجية عبر نظام السويفت العالمي للبنك.
كما نجري لقاءات واتصالات كثيرة مع بنوك مختلفة وتفاهمات مع قيادات بنوك خليجية وإسلامية، تمهيدا لبدء العمل والمراسلات معها فور انطلاق البنك خلال الفترة القليلة القادمة بإذن الله تعالى.
* كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- نختم لقاءنا بالقول إننا متفائلون جداً بأن وضع بلادنا يسير نحو الأفضل خاصة في ظل انتشار البنوك والمصارف التجارية التي ستعمل على انتشاله من وضعه السيئ إلى وضع متطور ومزدهر بإذن الله.. ونتمنى الاستقرار والأمن والسلام لليمن، لأن هذا سيعزز النهوض بالبلد ويساعد البنوك أيضا في المساهمة بشكل أكبر في تقديم خدمات أكبر.