مبنى كلية الإعلام بجامعة عدن.. بين الواقع والتطلعات

مبنى كلية الإعلام بجامعة عدن.. بين الواقع والتطلعات

مبنى كلية الإعلام بجامعة عدن.. بين الواقع والتطلعات

الأول /خاص

تقرير : مريم بارحمة 

تشهد كلية الإعلام بجامعة عدن تطورات متسارعة نتيجة النمو المتزايد لعدد الطلاب، إلا أن المبنى الحالي الذي يضمها لم يعد قادرًا على تلبية الاحتياجات المتزايدة، مما يبرز الحاجة الملحة إلى مبنى جديد ومستقل. تأسس قسم الإعلام بكلية الآداب عام 1998م بهدف تأهيل كوادر إعلامية محلية تخدم الوطن بمختلف تخصصاته، ولكن مع مرور الوقت وتحول القسم إلى كلية مستقلة في عام 2022، ازدادت التحديات بشكل كبير.

-واقع المبنى الحالي

تم اعتماد كلية الإعلام مؤقتًا في جزء من مبنى كلية الآداب، ورغم هذا القرار، لم تتمكن الكلية من تحقيق طموحاتها بسبب نقص القاعات الدراسية، المختبرات، والمرافق الإدارية اللازمة. تطور الكلية وزيادة عدد الطلاب والطالبات تطلب بناء مبنى جديد يتماشى مع احتياجات العصر، ويشمل تجهيزات متطورة مثل استوديوهات إذاعية وتلفزيونية، ومختبرات للصحافة الإلكترونية، والعلاقات العامة والإعلان.

-مقترح تحويل مبنى السكن الداخلي

طرحت عمادة كلية الإعلام مقترحًا يهدف إلى ترميم مبنى السكن الداخلي الواقع في مدينة الشعب، والذي يضم حوالي 21 طالبة من مختلف كليات جامعة عدن والذي أصبح مهملًا بعد انتقال الطالبات إلى مساكن أخرى. المبنى يمتاز بمساحة واسعة، إذ يضم 64 غرفة و 16 مطبخًا، ويشكل خيارًا مثاليًا لتحويله إلى مبنى لكلية الإعلام. هذا المقترح، في حال تنفيذه، سيحقق نقلة نوعية للكلية ويسهم في توفير بيئة تعليمية متكاملة تشمل القاعات والمرافق اللازمة ورفد المؤسسات الإعلامية بكوادر متميزة ومواكبة لاحداث التطورات.

-الانتقادات والشائعات والتضليل

واجهت جامعة عدن حملات إعلامية تناولت موضوع السكن الداخلي وتحويله إلى مبنى لكلية الإعلام بشكل غير دقيق. تناول رواد التواصل الاجتماعي هذه القضية بطرق أثارت الجدل، إلا أن الجامعة نفت الادعاءات بشأن تعرض الطالبات للاعتداء وأوضحت أنها تعمل على توفير سكن بديل وآمن للطالبات.

وأكدت الجامعة حرصها على تلبية احتياجات كافة منتسبيها، مشيرة إلى أن مشروع تحويل السكن إلى كلية الإعلام يهدف إلى تحسين البنية التعليمية وتوفير بيئة متطورة تسهم في رفع مستوى الكفاءة الأكاديمية للطلاب.

-تطلعات الكلية

تسعى كلية الإعلام إلى أن يكون لها مبنى مستقل يعزز من قدراتها الأكاديمية ويتيح للطلاب الاستفادة الكاملة من الجوانب التطبيقية والتدريبية في مختلف مجالات الإعلام. في ظل النجاح المتواصل للكلية وزيادة عدد الطلاب إلى أكثر من 500 طالب وطالبة، إضافة إلى أكثر 50 طالب وطالبة في مساق الماجستير، وتطلعاتها إلى فتح مساق الدكتوراه، باتت الحاجة ماسة لدعم مشاريعها التوسعية.

تطمح الكلية إلى الاستمرار في مسار التطوير من خلال إطلاق إذاعة تدريبية، وربما مستقبلًا إنشاء تلفزيون خاص بجامعة عدن. هذه الخطوات تسعى إلى تحسين جودة التعليم الإعلامي في الجامعة وجعل الكلية نموذجًا يحتذى به في المنطقة.

-المسؤولية الأكاديمية والمجتمعية

من خلال جهودها، أكدت جامعة عدن التزامها الكامل بمسؤوليتها تجاه طلابها وطالباتها، سواء بتوفير السكن المناسب أو تحسين البنية التحتية التعليمية. وتدعو الجامعة الجميع، من رواد منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، إلى التحلي بروح المسؤولية ونقل الحقائق بأمانة، بما يخدم المصلحة العامة ويدعم مشاريع الجامعة التوسعية.

 
كلية الإعلام بجامعة عدن تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التطوير والتوسع ، مدفوعة بتطلعاتها إلى مواكبة متطلبات العصر وبناء المستقبل وضمان جودة التعليم لطلابها. تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الجهات المعنية لدعم هذا المشروع الطموح الذي من شأنه أن يضع الكلية في مصاف الكليات الرائدة في المجال الإعلامي.