بن مبارك يكرس حضور الدولة

بن مبارك يكرس حضور الدولة

بن مبارك يكرس حضور الدولة

كتب باسم الحكيمي

في توقيت حرج ومرحلة ملغومة جاء تعيين  د احمد عوض رئيسا للحكومة  . تولي رئاسة حكومة بهذه المهام الجسيمة وفِي ظروف عاصفة ليس نهج مغامر ولا قرار مقامر. وبكل تجلياته الوطنية هو تضحية شجاعة تتجاوز حسابات السياسة الانتهازية وتطوي احاديث سانحات الفرص لإشباع الانا المتورمة وزيادة المكدس في الحسابات المتضخمة. 
لقد قبل الرجل  التكليف الأعقد والاعباء الجسام في لحظات تاريخية فارقة ليرأس حكومة وطنية تواجه انقلابا مليشويا لازال يثخن الوطن قتلا وتدميرا بعد ان أوصل البلاد آلى مرحلة الافلاس وأغرق المجتمع بثقافة الكراهية والمناطقية وسعَّر الخلافات في كل شبر من ارض الوطن
 جبهات متعددة يناضل  فيها د أحمد عوض  على راس حكومته  وكل واحدة منها كافية لاستهلاك ما هو متاح من وقت وامكانات متواضعة وموارد شحيحة.

يمتلك بن مبارك كفأة وفاعلية ودينميكية تؤهله لإدارة دفة القيادة  باقتدار واعيا لكل التناقضات في الشارع اليمني التي أفرزها الانقلاب واضعا ضمن مهامه الاساسية والعاجلة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية التي حفرت في عضدها معاول الانقلاب وأدواته العميقة وشبكة مصالحه المتجذرة في أنحاء اليمن.
 عاد بن مبارك  ليعمل من عدن عاصمة اليمن الموقتة وفِي ظل تباينات عميقة ليس المقام للحديث عنها. أولى الرجل واجباته الاهتمام الممكن للملمة اوجاع الشارع وهو يواجه عوائق بعضها موضوعي واُخرى مفتعلة ومساعي للاحتواء الموجه وسياسات ارباك وافشال مبديا قدرا هائلا من الهدوء الرصين والحنكة السياسية الناعمة  
 وطن يدمره الانقلاب  الى مآلات مجهولة ويعمق فيه نزعات الانقسام والفرقة اقتصاد معطل وشعب يتعرض للقتل الممنهج ويتجه نحو كارثة مجاعة وخدمات مفقودة بل ووصل أكثرها الى المستوى الصفري كل هذا وخزينة فارغة. هذه كلها مقومات البيئة التي يعمل فيهل د بن مبارك  وزيادة على ذلك محاولات مستمرة لعكس خط السير وإغلاق نوافذ الامل واحباط المجهودات المجترحة لتوفير الخدمات. 
توفير الخدمات لمدينة عدن العاصمة الموقتة معركة يومية أخذت قدرا مهما من اهتمامات بن مبارك فالشارع الجنوبي ينتظر الإنجازات بعد كل المعاناة التي كابدها. تحركات مكثفة داخليا وخارجيا يقوم بها الرجل  لتأمين الموارد المطلوبة لتوفير الخدمات خاصة في قطاع الطاقة ولكم ان تراجعوا نشاطه في هذا الجانب  فمسوليته تمتد الى أنحاء البلاد وبصره يرنو باهتمام الى كل يمني حيث كان. يحاول  الرجل  تأسيس ادارة حكومية قادرة وكفوءة تعيد بناء البيت المهدم وترفأ نسيج الدولة البالي والمهترىء . لكن الخرق بل الخروق الكثيرة والعميقة والغائرة والممتدة تتسع على الراتق وأزمات تلد اخرى ومليشيات لا تجيد آلا إيلام الوطن وتجويع المواطن ويلات الانقلاب وبغيه لتنتج أزمات متراكبة  
  ربما سيلاحظ الشارع المتخم بالمشاكل والقضايا والجوع والمرض بعض القصور هنا وهناك وان كثير من الملفات لازالت مفتوحة لكن الجميع عليه اعادة التفكير في الظروف المحلية والإقليمية التي يعمل فيها  د احمد بن مبارك واستقراء جهوده  بمعايير منصفة. ولا اظن الا ان الحقيقة جلية سيدركها الجميع  . وسأقول مختتما ان الشارع اليمني لازال ينتظر من بن مبارك الكثير والكثير وفِي الصدارة تحدي ارساء السلام بعد القضاء على انقلاب المليشيات الطائفية والتوجه نحو يمن جديد.