في خطاب للشعب.. الرئيس العليمي: التباكي الزائف للهروب من اي التزامات داخلية
(الأول) عن وكالة سبأ:
أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ان سيادة اليمن وأمنه واستقراره، وسلامة اراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خطاب للشعب اليمني، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ان سيادة اليمن، مبدأ دستوري ثابت، وان معركة استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها على كامل التراب الوطني هي جزء اصيل من هذا المبدأ، منذ انقلبت المليشيات الحوثية على الإرادة الشعبية، واستولت بالقوة الغاشمة على مناطق عزيزة من الوطن، في مسعى ايراني لاحتلال اليمن، وانتهاك سيادته، واستقلاله، وسلخه عن نسيجه الخليجي، وهويته العربية.
واشار فخامته في هذا السياق الى ان "التباكي الزائف للمليشيات الحوثية على السيادة لتبرير عملياتها الارهابية في البحر الاحمر، لم يكن مستغربا لان ذلك هو نهجها المأزوم والمتوقع الذي اعتاشت عليه منذ نشأتها المشبوهة للهروب من اي التزامات داخلية، ومواصلة عبثها بمصالح شعبنا خدمة للمشروع الايراني التوسعي في المنطقة".
واوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الخطاب الذي القاه بالنيابة عنه وزير الاوقاف والارشاد محمد عيضة شبيبة، ان المليشيات الحوثية تريد عبثا من هذا التصعيد، كسر عزلتها الدولية، ومحاولة فرض امر واقع للحديث باسم اليمنيين الذين قاوموا ببسالة مشروعها العنصري على مدى عقد كامل وسيستمرون في ذلك حتى النهاية.
واشار الى ان النتائج والآثار المترتبة على هذه الاعمال العدائية المارقة، انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني وخطوط امداده بالسلع المنقذة للحياة مع تضاعف تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الاساسية، لافتا الى احتمالات مواجهة المجاعة الواسعة التي كافحت الحكومة اليمنية مع الاشقاء والأصدقاء لتفاديها على مدى السنوات الماضية، فضلا عن الاثار البيئية والاقتصادية، المستديمة على الامن الغذائي والقومي.
واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي إدراك المجلس والحكومة الكامل بحجم معاناة الشعب اليمني التي طال امدها، وتعمق ضررها كلما زاد طيش المليشيات وتعنتها ازاء كافة الجهود لإحلال السلام، واستعادة التعايش الذي ساد هذه البلاد على مر العصور.
واضاف "لذلك فإن الحكومة تواصل العمل من الداخل بجهود حثيثة للحد من تداعيات هجمات المليشيات الارهابية على المنشآت النفطية المتوقفة عن التصدير منذ 16 شهرا، وفي المقدمة تحسين موقف العملة الوطنية، وضمان استدامة الخدمات، ودفع رواتب الموظفين التي زاد من تآكلها التصعيد الارهابي الحوثي ضد سفن الشحن البحري.
وجدد التأكيد على التزام الدولة بالإصلاحات الشاملة، وتحسين الايرادات غير النفطية، وان يكون المواطن هو محور اهتمامها، وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والانمائية في مختلف القطاعات.
وتابع رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائلا: سأكون صريحا معكم ان الفائض المشجع الذي حققته الموازنة العامة للدولة في العام الاول من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تحول الى عجز مؤرق في العام التالي، لكننا بعون الله، وبتعاون كافة المكونات، وبدعم من الاشقاء والاصدقاء تمكنا من استعادة التوازن بالتركيز على الالتزامات الحتمية تجاه مواطنينا الصابرين".
وأعرب عن ثقته بانه بمزيد من العمل والصبر، ستمضي الحكومة قدما لاستعادة زخم الاصلاحات، والتنمية واتخاذ كافة الاجراءات لإفشال وردع مخططات المليشيات ومن ورائها النظام الإيراني الداعم لها.
وتوجه فخامته الى المواطنين في صنعاء والمناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية، قائلا "اننا بذلنا كل الجهد وقدمنا كافة التنازلات من اجل استئناف دفع مرتباتكم، لكن المليشيات الفاسدة تأبى الا ان تستمر المعاناة".
واشار في هذا السياق الى انه "من الغرابة ان تذهب هذه المليشيات للمزايدة بأوجاع الشعب الفلسطيني، في حين تواصل أبشع الانتهاكات، وسياسات الافقار، والتجويع بحق شعبنا، ومصادرة ممتلكاته، ومنع كل السبل لمساعدته في المناطق الخاضعة لها بالقوة".
واكد ان الحكومة مازالت تعرض المبادرات تلو المبادرات لاختبار نوايا المليشيات في التعاطي الايجابي مع القضايا الانسانية، وتحسين الظروف المعيشية، وليس هناك أسهل من فتح الطرقات، والغاء العمولات التعسفية على تحويلات المواطنين من المحافظات المحررة، وانهاء القيود على انشطة القطاع الخاص وتدخلاته الانسانية، وحرية انتقال الافراد، والسلع الأساسية، والوكالات الاغاثية.
وجدد فخامة الرئيس الدعوة والمبادرة الحكومية للإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين وفقا لقاعدة الكل مقابل الكل من اجل انهاء معاناة الالاف من أبناء شعبنا ولم شملهم بذويهم المكلومين.
كما اشار الى توجيهاته بهذه المناسبة الدينية العظيمة، للجهات المعنية بالإفراج عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين.
واشار في السياق الى انه تم تشكيل لجنة رئاسية حكومية للاطلاع على أوضاع السجون المركزية وتحويلها الى مراكز للإصلاح والتهذيب والرعاية وفقا للقوانين الوطنية والدولية.
كما دعا رجال الاعمال وفاعلي الخير الى مد يد العون وتقديم المساعدة للمحتاجين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها بلدنا وشعبه الصامد، سائلا الله عزّ وجل الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، وأن يوفق الجميع لاغتنام أيام الشهر الفضيل ولياليه بحسن طاعته، وصلة الأرحام، وتهذيب النفوس، والتسامح وصناعة الفرحة في قلوب الناس، وان يحفظ بلدنا وشعبنا، وسائر الشعوب والبلدان من كل مكروه وسوء.
فيما يلي النص الكامل للخطاب:
الحمد لله القائل في كتابه الكريم :" يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
ايها الاخوة المواطنون،،
ايتها الاخوات المواطنات في كل مكان،،
أهنئكم جميعا باسمي واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بحلول شهر رمضان المبارك، ونحمده تعالى أن بلغنا هذا الشهر الكريم، شهر القرآن والرحمة والغفران. كما نسأله أن يُعيننا على صيامه وقيامه، وأن يوفقنا لعمل الخيرات وحسن الطاعات.
ايتها الاخوات.. ايها الاخوة،،
ان من نعم الله تعالى على هذه البلاد الطيبة هو هذا الشعب الصابر من اجل الحرية والكرامة، ومن خلفه قواته المسلحة والامن، ومقاومته الشعبية وكافة التشكيلات العسكرية الذين يستحقون جميعا تهنئة خاصة بالشهر الفضيل، وعظيم الاعتزاز والثناء والعرفان.
وأنها لمناسبة ان اشكر ايضا كافة المكونات الوطنية، ومنابر الوعي في الداخل والخارج المقاومة للمشروع الامامي التي تسهم بفاعلية في مواجهة التضليل، وتعزيز هذا الصمود الشعبي الاسطوري.
كما اتوجه بالشكر والامتنان لأشقائنا الاوفياء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الذين كانوا في مقدمة الصفوف دفاعا عن الكرامة والهوية، واغاثة شعبنا والحفاظ على تماسك مؤسساته، وابقائها حاضرة في كافة المحافل الاقليمية والدولية.
وسيبقى هذا الاصطفاف الداخلي، والتآزر الاقليمي والدولي كما كان على الدوام مصدر قوتنا وعزتنا لتحقيق النصر الناجز بعون الله.
ايتها الاخوات المواطنات.. ايها الاخوة المواطنون:
ان سيادة اليمن وأمنه واستقراره، وسلامة اراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه، وهو جزء اصيل من معركة استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها على كامل التراب الوطني منذ انقلبت المليشيات الحوثية على الإرادة الشعبية، واستولت بالقوة الغاشمة على مناطق عزيزة من الوطن، في مسعى ايراني لاحتلال اليمن، وانتهاك سيادته، واستقلاله، وسلخه عن نسيجه الخليجي، وهويته العربية.
ولهذا فإن التباكي الزائف للمليشيات الحوثية على السيادة لتبرير عملياتها الارهابية في البحر الاحمر، لم يكن مستغربا لان ذلك هو نهجها المأزوم والمتوقع الذي اعتاشت عليه منذ نشأتها المشبوهة للهروب من اي التزامات داخلية، ومواصلة عبثها بمصالح شعبنا خدمة للمشروع الايراني التوسعي في المنطقة.
تريد المليشيات عبثا من هذا التصعيد، كسر عزلتها الدولية، ومحاولة فرض امر واقع للحديث باسم اليمنيين الذين يقاومون ببسالة مشروعها العنصري على مدى عقد كامل وسيستمرون في ذلك حتى النهاية.
ان النتائج والآثار المترتبة على هذه الاعمال العدائية المارقة، انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني وخطوط امداده بالسلع المنقذة للحياة مع تضاعف تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الاساسية، وبالتالي احتمالات مواجهة المجاعة الواسعة التي كافحنا مع الاشقاء والأصدقاء لتفاديها طوال السنوات الماضية.
وفوق ذلك فإن عسكرة البحر الأحمر ومياهنا الإقليمية، فضلا عن مخاطر التلوث البيئي، وفقدان مصادر رزق الصيادين ونفوق الاحياء البحرية من شأنها ان تترك اثارا مستدامة على امننا الغذائي والقومي.
لذلك عندما يكتب تاريخ هذه الحقبة، فإن العمليات الارهابية الحوثية، لن تدون الا كإحدى عوامل الفوضى، وظواهر الطيش والخراب التي الحقت الضرر بمصالح شعبنا وبلدنا، وفي وقت يتضور فيه مواطنونا جوعا بسبب حصار المدن في تعز ومارب، والضالع، ومدن ومناطق أخرى في انحاء البلاد.
ايها الاخوة.. ايتها الاخوات،،
اننا على إدراك كامل بحجم معاناتكم التي طال امدها، وتعمق ضررها كلما زاد طيش المليشيات وتعنتها ازاء كافة الجهود لإحلال السلام، واستعادة التعايش الذي ساد هذه البلاد على مر العصور.
ولذلك فإن الحكومة تواصل العمل من الداخل بجهود حثيثة للحد من تداعيات هجمات المليشيات الارهابية على المنشآت النفطية المتوقفة عن التصدير منذ 16 شهرا، وفي المقدمة تحسين موقف العملة الوطنية، وضمان استدامة الخدمات، ودفع رواتب الموظفين التي زاد من تآكلها التصعيد الارهابي الحوثي ضد سفن الشحن البحري.
وهي مناسبة في هذا الشهر الكريم لتأكيد التزام الدولة بالإصلاحات الشاملة، وتحسين الايرادات غير النفطية، وان يكون المواطن هو محور اهتمامها، وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والانمائية في مختلف القطاعات.
وسأكون صريحا معكم ان الفائض المشجع الذي حققته الموازنة العامة للدولة في العام الاول من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تحول الى عجز مؤرق في العام التالي، لكننا بعون الله، وبتعاون كافة المكونات، وبدعم من الاشقاء والاصدقاء تمكنا من استعادة التوازن بالتركيز على الالتزامات الحتمية تجاه مواطنينا الصابرين.
وأننا على ثقة انه بمزيد من العمل والصبر، سنمضي قدما بمشيئته تعالى لاستعادة زخم الاصلاحات، والتنمية واتخاذ كافة الاجراءات لإفشال وردع مخططات المليشيات ومن ورائها النظام الإيراني الداعم لها.
ايتها الاخوات.. ايها الاخوة،،
أتوجه في هذه الليلة المباركة عشية الشهر الفضيل، إلى اهلنا في صنعاء والمناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية، اننا بذلنا كل الجهد وقدمنا كافة التنازلات من اجل استئناف دفع مرتباتكم، لكن المليشيات الفاسدة تأبى الا ان تستمر المعاناة.
وهي اليوم تريد مقايضة عملياتها الدعائية عبر البحار، بالعبودية والحكم الاستبدادي الذي دفنه اليمنيون منذ ستة عقود.
ومن الغرابة ان تذهب هذه المليشيات للمزايدة بأوجاع الشعب الفلسطيني، في حين تواصل أبشع الانتهاكات، وسياسات الافقار، وحصار المدن، والتجويع بحق شعبنا، ومصادرة ممتلكاته، ومنع كل السبل لمساعدته في المناطق الخاضعة لها بالقوة.
وما زلنا نعرض المبادرات تلو المبادرات لاختبار نوايا المليشيات في التعاطي الايجابي مع القضايا الانسانية، وتحسين الظروف المعيشية، وليس هناك أسهل من فتح الطرقات، والغاء العمولات التعسفية على تحويلات المواطنين من المحافظات المحررة، وانهاء القيود على انشطة القطاع الخاص وتدخلاته الانسانية، وحرية انتقال المواطنين، والسلع الأساسية، والوكالات الاغاثية.
ايتها الاخوات المواطنات،،
ايها الاخوة المواطنون،،
من المؤلم ان يأتي شهر رمضان الكريم واخواننا في فلسطين المحتلة يعانون القتل والتشريد والتنكيل على يد آلة الحرب الاسرائيلية، في واحدة من أبشع انتهاكات حقوق الانسان في التاريخ.
وسيبقى موقف الجمهورية اليمنية ثابتا في دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه في الدفاع عن النفس، واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وأننا ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته من اجل وقف فوري لإطلاق النار، وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كمدخل لإحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة.
كما ندين بأشد العبارات قرار الاحتلال الاسرائيلي لبناء المزيد من المستوطنات ومحاولاته الاستفزازية لتهويد اجزاء واسعة من الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.
ايها المواطنون، ايتها المواطنات،،
رمضان هو الشهر المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات، والفرصة السانحة لاغتنام الخيرات، وصلة الأرحام، وتهذيب النفوس، والتسامح وصناعة الفرحة في قلوب الناس.
وقد وجهنا بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الجهات المعنية بالإفراج عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين، كما تم تشكيل لجنة رئاسية حكومية للاطلاع على أوضاع السجون المركزية وتحويلها الى مراكز للإصلاح والتهذيب والرعاية وفقا للقوانين الوطنية والدولية.
كما ندعو رجال الاعمال وفاعلي الخير الى مد يد العون وتقديم المساعدة للمحتاجين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها بلدنا وشعبه الصامد.
وهي مناسبة لنجدد دعوتنا ومبادراتنا للإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين، والاسرى وفقا لقاعدة الكل مقابل الكل من اجل انهاء معاناة الالاف من أبناء شعبنا ولم شملهم بذويهم المكلومين.
واسأل الله عزّ وجل في هذه الليلة المباركة أن يوفقنا لاغتنام أيام رمضان ولياليه بحسن طاعته، وأن يديم علينا التوفيق والسداد، كما نسأله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وان يحفظ بلدنا وشعبنا، وسائر الشعوب والبلدان من كل مكروه وسوء، تقبل الله منا جميعا صيامنا وقيامنا.. إنه سميع مجيب.
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته