ثلاثة بيادق تدخل رقعة شطرنج البحر الأحمر.. مناورات الصين وروسيا وإيران بخليج عمان ماذا تعني؟!
(الأول) متابعة خاصة:
الإثنين الماضي، أعلنت روسيا والصين وإيران شروعها في مناورة عسكرية عند خليج عمان، ما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المناورات موجهة للقوى الغربية الأخرى، أم لحماية الملاحة من هجمات المليشيات الحوثية.
وحوّلت هجمات مليشيات الحوثي على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر المنطقة إلى ساحة صراع على النفوذ، فبعد تشكيل واشنطن ائتلاف "حارس الازدهار" بمشاركة عدة دول وتوجيه ضربات جوية مكثفة لأهداف حوثية، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة أمنية في المنطقة بهدف حماية الملاحة.
وتحدث محللون سياسيون يمنيون عن وجهات نظرهم بشأن أهداف المناورات الصينية الروسية الإيرانية، بسحب تقرير نشرته صحيفة "العين الإخبارية" الإماراتية، التي نقلت عنهم أن المناورات الحالية هي جزء من سباق دولي لعسكرة الممرات الدولية التي تربط تجارة الشرق والغرب، من بينها باب المندب وخليج عدن وخليج عمان ومضيق هرمز.
فالمحلل السياسي أدونيس الدخيني قال إن "أطراف المناورة يريدون حجز موقع لهم في تلك المنطقة وقطع الطريق أمام أمريكا والغرب، خصوصا مع الهجمات ضد السفن التجارية والمدنية".
وأضاف الدخيني، في حديث للصحيفة الإماراتية أن "استقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب قد يكون العامل المشترك للشرق والغرب، لكن انتشار الفوضى يتسبب للجميع في خسائر اقتصادية فادحة، التي مردها هجمات الحوثيين".
وأوضح أن الصين وروسيا وإيران تنطلق رؤيتها لتأمين الملاحة البحرية القائمة على ضرورة تحجيم الوجود الأمريكي الذي يترسخ ويتحكم في أحد أهم الممرات المائية، لافتا إلى أن الدول الثلاث ستشارك في تأمين الملاحة الدولية، مع عدم ترك واشنطن ولندن تنفردان بهذه الممرات، في الوقت ذاته.
واعتبر الدخيني أن "الوجود العسكري الدولي والإقليمي بهذه المنطقة جلبته مليشيات الحوثي التي تسببت في عسكرة هذه البحار، وأوجدت مبررات الانتشار فيها بفعل عملياتها الإرهابية تجاه السفن التجارية".
وتعمل في المنطقة عدة قوى دولية، أبرزها تحالف بين واشنطن ولندن وعواصم أخرى، إلى جانب مهمة أوروبية لحماية التجارة الدولية.
في حين قال المحلل السياسي مروان محمود، إن المناورات المشتركة بين روسيا والصين وإيران بدأت فعليا عام 2019، وشهدت تطورا لافتا خلال العامين الماضيين على خلفية تنامي النفوذ الصيني في المنطقة.
وأضاف محمود أن "هذه المناورة تهدف لخلق تكتل إقليمي وعالمي على نحو حفز الولايات المتحدة لحشد أصدقائها وتشكيل تحالف بحري واسع في مواجهة التصعيد الحوثي".
وأعرب محمود عن اعتقاده أن المناورات تعد جزءا من استعراض للقوة، وتحمل رسائل للتحالف الغربي، مفادها بأن "سياسته في تأمين المياه الدولية مع تجاوز الدور الصيني والروسي فاشلة".
وشدد على أن هذا الوضع يشي بأن المنطقة تحولت إلى ساحة صراع بين القوى العظمى، وأن هجمات الحوثي لن تفجر الأوضاع بالشرق الأوسط فقط، وإنما تجر العالم للمواجهة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت الإثنين، أن مجموعة من السفن الحربية الروسية وصلت إلى إيران لإجراء مناورات عسكرية ستشارك فيها الصين أيضا.
رفض للقطبية
من جانبه، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي، إن المناورة المشتركة تكشف "التنافس البحري المحموم على مستوى النظام الدولي بين أمريكا من جهة، والدول الرافضة للقطبية الواحدة مثل الصين وإيران وروسيا من جهة أخرى".
واعتبر القيسي، أن "العناوين الفضفاضة التي أرادت طهران أن تعلن من خلالها عن المناورات لن تتسبب إلا بمزيد من التوترات وتهديد طرق التجارة العالمية".