مصنع شقرة للأسماك.. أطلال تروي حكاية ازدهار مفقود
مصنع شقرة، الذي كان يشهد حركة دؤوبة من الصيادين والعمال والمركبات المحملة بالأسماك الطازجة، أصبح الآن هيكلاً خاويًا ينشد العودة إلى الحياة.
الأول / متابعات:
في مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، يقف مصنع شقرة للأسماك كأطلال مبنى يروي قصة ازدهارٍ كان يومًا ما يشكل عصب الحياة الاقتصادية للمنطقة.
كان المصنع حينها أحد أبرز المعالم الإنتاجية، ووجهة أساسية لمعالجة وتصنيع الأسماك التي يتم تصديرها إلى أسواق دول الجوار، مما وفر فرص عمل للعشرات من السكان المحليين، وأسهم في تحسين الدخل العام للمدينة.
منارة اقتصادية سابقة
مصنع شقرة، الذي كان يشهد حركة دؤوبة من الصيادين والعمال والمركبات المحملة بالأسماك الطازجة، أصبح الآن هيكلاً خاويًا ينشد العودة إلى الحياة.
كان المصنع يُعد مركزًا استراتيجيًا لمعالجة أجود أنواع الأسماك، بفضل موقعه القريب من البحر ومجمع الأسماك، حيث كان يُسهم في تصدير كميات ضخمة من الإنتاج السمكي إلى الأسواق الإقليمية.
محمد حسين، أحد العاملين السابقين في المصنع، يتحدث بحسرة عن أيام الازدهار: "هذا المصنع لم يكن مجرد مبنى، بل كان القلب النابض للمدينة. كان يوفر فرص عمل لنا نحن الشباب ويضمن للصيادين مكانًا لتصريف منتجاتهم.
التحوّل إلى الأطلال
مع توقف عمليات المصنع بسبب الإهمال وسوء الإدارة، تحوّل هذا الصرح إلى رمز للأزمات التي تعصف بالمنطقة. المبنى المتآكل والجدران التي غزاها الصدأ هي اليوم شاهد على سنوات من التدهور، حيث انقطعت صلة المصنع بشبكة الإنتاج والتصدير، وتُرك الصيادون دون داعم رئيسي لتسويق منتجاتهم.
يقول أحمد طارق، صياد من شقرة " إن "غياب المصنع جعلنا نخسر كثيرًا. كان يوفر لنا مكانًا لتسويق الأسماك ومعالجتها، خاصة مع توقف التصدير الآن، نحن نبيع بأسعار زهيدة في السوق المحلي، وهذا لا يكفي لتغطية التكاليف".
فرصة للعودة
رغم الوضع الحالي، ما زال الأمل قائمًا في إعادة إحياء مصنع شقرة للأسماك إذ يرى العديد من الصيادين والمهتمين بالقطاع السمكي أن إعادة تشغيله يمكن أن يكون حلاً جوهريًا لإنعاش الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين ظروف الصيادين.
لكن التحديات تبقى كبيرة، بدءًا من الحاجة إلى استثمارات لإعادة تأهيل المبنى، وصولًا إلى وضع خطة إستراتيجية لتشغيله بكفاءة وضمان استدامة الإنتاج.
دعوة للنهوض من جديد
مصنع شقرة ليس مجرد مبنى مهجور، بل هو رمز لطموح سكان المدينة في العودة إلى أيام ازدهارهم. وفي حال وجود إرادة حقيقية من الجهات المعنية والمستثمرين، فإن المصنع يمكن أن يعود ليمثل نقطة تحوّل تعيد الحياة للقطاع السمكي في أبين.
ففي نهاية المطاف، البحر لم يملّ من تقديم خيراته، لكن البرّ ينتظر من يستجيب لنداء العودة.